العدد 5112
الخميس 13 أكتوبر 2022
banner
الجمعيات الدينية أصبحت مثل الورقة الهابطة على الأرض
الخميس 13 أكتوبر 2022

لا أود الوقوف طويلا عند الجزء الإيجابي من المشهد الانتخابي وهو اكتساح المستقلين، لكنني سأتحدث عن انحسار شعبية الجمعيات الدينية التي لم تستوعب التغيرات العديدة التي طرأت خلال السنوات الماضية، وتدخل هذه الانتخابات بمرشحين اثنين فقط من بين 561 مترشحا، وهذا يعطينا ميلا للتخمين بأن ردة فعل المواطن إزاء تفكك وتناقض وضياع هوية الجمعيات الدينية كان حتميا وأن التغيير الشامل والجذري قادم لا محالة ولن تنفع الزعامات في الساحة ومحاولة السيطرة المباشرة على عقول الناخبين، لأن رفض المواطن هذه الجمعيات في ظل إخفاق نوابها السابقين وتلونهم رفض منطقي ومستند إلى صور وأحداث شرعية لا يمكن التغاضي عنها، فقد طلعت الشمس الحقيقية، وخرج من خرج من غيبوبته وكشف معسكر الدينيين وحملاتهم وبأي اتجاه!
لكن لغة الرمز التي أمامنا هي لماذا خرج عدد من المترشحين من عباءة الجمعيات الدينية وفضلوا خوض الانتخابات على أنهم مستقلون؟ هل هناك تعارض في المفاهيم، أم شعور بتبعات جسيمة ستقع على كاهلهم إذا ما وصلوا إلى البرلمان ومثلوا الجمعية؟ لماذا تقلصت منزلة الجمعية الدينية عندهم وقت الانتخابات وهم يعلمون أن الجمعية بإمكانها مدهم بتأييد معنوي كبير على ساحة الأحداث. هل يا ترى هناك صراع عقائدي على أشده بين مختلف الأطراف في هذه الفترة، بمعنى أن كل طرف يغترف من آيديولوجيته الخاصة ولا يوجد توافق وانسجام.
المسألة لا تحتاج إلى تفكير أفلاطوني ولا عقل إلكتروني، فالجمعيات الدينية أصبحت مثل الورقة الهابطة على الأرض، ولم تعد مقبولة عند الناخب في دخول البرلمان، لأنها تسير على منهج يخدم تطلعاتها وأغراضها وتوجهاتها على حساب مصلحة المواطن، الذي وصل إلى تجربة الذروة وأصبح طريق الرؤية أمامه واضحا ولم تعد تختلط عليه المسائل.
ربما.. أقول ربما أن خروج بعض المرشحين من عباءة الجمعيات الدينية يمثل لهم الفجر الذي أشرق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .