العدد 5111
الأربعاء 12 أكتوبر 2022
banner
روايات أحمد جمعة... الأدب الإنساني الأصيل
الأربعاء 12 أكتوبر 2022

عندما تقرأ لنجيب محفوظ أو يوسف السباعي أو يوسف إدريس، أو عبدالرحمن منيف، وعالميا لديستوفيسكي، أو شولوخوف، ومحليا لمحمد عبدالملك، وأحمد جمعة، وعبدالله خليفة، تجد أنك أمام أعمال روائية تنبع من التصاقهم الحميم بدفق الحياة والناس والطبيعة، وتنبع أيضا من صدمات التحولات العميقة في بنيان المجتمع، كتاب قادرون على التأثير الحي عندما يتناولون حياة الشعوب مباشرة في دورتها اليومية الخالدة بين العمل والغزل والحب والموت والولادة، والكنز الذي ينثرونه على القارئ والحيوية الدرامية المتسلسلة الدفاقة.


وهذا يعطينا انطباعا عاما عن أن هناك نوعين من الأدب، النوع الأول هو ما يمكن أن يوصف بأدب الدعاية وهو نوع من الكتابة يدعو فيه المؤلف إلى آراء وفلسفات بعينها سواء كانت هذه الآراء سياسية أو اجتماعية أو دينية، وهو وسيلة من وسائل تنوير الأذهان وتوعية القارئ وإثارة اهتمامه بمشكلة أو فكرة معينة، وفي هذا النوع من الكتابة تتضاءل القيمة الفنية للعمل بحيث يمكن وصف الشكل الفني الذي يختاره المؤلف سواء كان قصة أو مسرحية بأنه مجرد غلاف جذاب للفكرة أو على تعبير بعض النقاد ما هو إلا الطبقة السكرية التي تحيط حبة الدواء وتغري المرء بتناولها. وواضح أن هذا النوع من الكتابة الذي يختلف البعض على تسميته أدبا، قليل القيمة، محدود الفائدة، فرغم أنه قد تكون له فائدة عملية، إلا أن فائدته وقتية زائلة بتحقيقه الغرض الذي نشأ من أجله.


أما النوع الآخر فهو الأدب الإنساني الأصيل الذي يصور ناحية إنسانية أو فترة تاريخية معينة بما يسود من العمل وتخطي العقبات وما تختلج به أنفس البشر من أمل وتطلع وفرح، وما من شك في ظني أن روايات أديبنا أحمد جمعة وبطاقته الفكرية الخلاقة أصبحت من أهم محاور الأدب العربي المعاصر، وذلك لما تحمله من قوة ومتانة في تربة الرواية العربية، حتى غدت عالما مترامي الأرجاء من الإبداع الإنساني.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية