العدد 5110
الثلاثاء 11 أكتوبر 2022
banner
نقاد متميزون ومتابعون لما يستجد من نتاج الأدب
الثلاثاء 11 أكتوبر 2022

إن النشاط الثقافي والأدبي في البحرين يفترض أن يوجد مجالا فسيحا للأقلام التي تخوض في قضايا النقد الأدبي، ومتابعة ما يستجد من نتاج الأدب وهو كثير وعلى مختلف الأصعدة، ولو حصرنا عدد المساهمات التي تواكب الإنتاج الأدبي ومتصلة به اتصالا وثيقا مباشرا والمقالات المعروفة باتجاهاتها التحليلية والتفسيرية، لوجدنا أنها مساهمات معدودة، ويأتي في مقدمة النقاد المتميزين.. والذي ينهض بمهمته على الوجه الصحيح الناقد الدكتور فهد حسين الذي يتفاعل مع كل منتج أدبي بحريني ويكتشف ملامحه ويقربه إلى القارئ، بل ويحاول الغوص في أعماق الأعمال الأدبية بإظهار نواحي الضعف والقوة فيها وفق منهج جمالي سليم، ولا يبخل بنقده وآرائه حتى على المواهب الشابة التي هي بأمس الحاجة إلى التوجيه ورصد الخطوات بعناية.


قرأت كثيرا لفهد حسين ووجدت فيه كاتبا مخلصا لإعطاء صورة متكاملة لواقع الأثر الفني وحقيقة معناه وتأكيد قيمه الجمالية والفكرية، إنه يكتب بأمانة وصدق ونشاط وفعالية، وأحكامه دائما متزنة ويعطي كل ذي حق حقه، شعراء وروائيون وقصاصون، ولا يرد أية دعوة توجه إليه من الصحافة للمشاركة في تحقيق أو مقال، يشاركنا بكل نشاط وعافية في مختلف الظروف والأوضاع.


وهناك اسم آخر ارتبط بحركة النقد الأدبي خلال السنوات الماضية، ومازال ملتصقا بشؤون الأدب والفن ويتطلع بشوق إلى كل نتاج جديد، وهو الناقد زكريا رضي الذي يتميز ببراعة شديدة في رصد كل مناحي شؤوننا الثقافية الصغيرة والكبيرة، منطلقا من منهج نقدي واضح الأبعاد، جاعلا هدفه الأول إماطة اللثام عن الإبداع بمختلف أشكاله، وهناك أيضا الناقد عباس القصاب الضليع بفلسفة وحكمة النقد، وأسماء أخرى تساهم بشكل أو بآخر بالمعنى الدقيق في إثراء الساحة النقدية حسب الإمكانيات، لمعرفتها بأن النقد ضرورة من ضروريات الحياة نفسها.


كم نحن بحاجة شديدة للروح الواعية والفهم المضيء، والناقد الواعي الذي يقول كلمته في هذا الفن أو ذاك، ليس بالضرورة في الصحافة والمجلات، إنما أيضا في وسائل التواصل الاجتماعي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .