العدد 5109
الإثنين 10 أكتوبر 2022
banner
ثروة الأنانية العمياء عند بعض النواب السابقين
الإثنين 10 أكتوبر 2022

أكثر ما يثير الدهشة والاستغراب هو أن بعض النواب السابقين والحاليين يعيدون ترشحهم رغم فشلهم التام في خدمة الأهالي والمواطنين، وعلى رأي أحد الأصدقاء انها مسرحية تحولت إلى شيء صاخب كثير الجلبة وفارغة ومملة، والمواطن يكرها بشدة.


هؤلاء كانوا شخصيات مدفونة في أعماق النسيان، وقد انقطعت كل صلة بينهم وبين المواطن، واليوم يعودون لترديد أسطوانة يعتقدون أن لها قوة مذهلة وخصوبة مركزة وحيوية واضحة، بيد أنها أسطوانة تعكس العمى وعدم كبح جماح الطمع حين يأتي في الوقت المناسب.. أسطوانة مزيفة تحتل مكانة منعزلة عند الناس وشخصيات غامضة تتاجر بهموم وقضايا أهالي الدائرة. الأسطوانة بفلسفتها العابثة تقول “عزمت النية للترشح بناء على طلب الناس، وأداء المجلس الحالي لم يكن مرضيا، وأنا صادق فيما أقول.. فلنبدأ إذا من البداية ومعي فريق كبير من رجال الدائرة”.


أنتم فاشلون ولا مجال للإنكار أو التشكيك، ولن يفيدكم اللسان اللاذع والحديث الجذاب، ومعرفتكم الواسعة بلغة الاحتيال والزيف، وأكبر خطأ هو محاولة إعادة رسم وجوهكم والجمع بين السلبية والإيجابية بحسب الظروف التي ترونها مناسبة.


سياستكم واضحة في أذهان الناس، وستفزعون من عدد الأصوات التي ستحصلون عليها في الانتخابات، فو الله ستكون أرقاما مخجلة وسنشاهد وجوها مليئة بالصمت موغلة في الدهشة، ومنكم من سيدندن قليلا في صوت كئيب ثم يعبث بغترته ويهز رأسه ويديره ببطء ناحية الجدار، ومنكم من سيشعل سيجارة “إذا كان مدخنا” وسينفث الدخان مرتين وهو يحدق في السماء منتظرا صاعقة النهاية، ومنكم ومنكم.


هذه النزوة وثروة الأنانية العمياء تعكس ضيق العقل وضيق العمل، فكيف يرضى إنسان فشل في مهمة طوال أربع سنوات وملفه مليء بالأخطاء أن يعيد ترشيح نفسه من جديد ويحاول كسب ثقة الناس. نائب سابق شاع عنه الضعف والخذلان بدلا من القوة كيف يرضاها على نفسه بالعودة بدون قدح وتعنيف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية