تابع الشارع البحريني خلال الأيام الماضية باهتمام شديد توافد المرشحين على المراكز الإشرافية في محافظات المملكة، وكوننا في الصحافة قريبين من صنع الحدث، فقد استمعنا إلى قصص وحكايات ومواقف تعكس مظاهر عدة من الحياة، وتلقي أضواء على الخلفية الأخلاقية لبعض المرشحين والأسرار التي ربما لم تكتشف بعد.
أحد النواب السابقين “قبل عام 2018” والذي أعاد ترشيح نفسه كانت للجمعية الدينية التي ينتمي لها قداسة خاصة، فهي رمز لامتداد حياة الأسلاف، وكل حديثه كان باعتبارات دينية وعقائدية، لكنه اليوم تنوع مثل الأشكال البرونزية في ألوانها وظلالها وتبرأ من الجمعية ودخل مضمار الانتخابات على أنه مستقل، لكن هذه الحركة ليست كافية لكي نقرر ونرسل جوابنا ببطء على أنه فعلا طلق جمعيته بالثلاث بالمعنى والمكان والزمان، فقد تكون هناك حركة في الخفاء توجهه كعادة الجمعيات الدينية في الانتخابات، وشخصيا أعتقد أن هذا النائب السابق يحاول أن يوهمنا بانتعاشة سطحية ووجه يغوص في كرسي “المستقل” ويحيط جسده بغلاف سميك يبقيه بعيدا عن تأثير جمعيته الدينية السابقة.
ونائب آخر مستقل “قبل عام 2018 أيضا” عرف عنه استعراض العضلات والثرثرة وعدم فتح مكتبه لأي مواطن في دائرته على مدى أربع سنوات، بدا وكأنه يلاحق ويتودد من نواب سابقين ينتمون لجمعيات دينية ويمشي إلى جانبهم في المركز الإشرافي متمسحا بقدسية خطواتهم وممسكا بالمقابض النحاسية للجمعية.. إنه يشعر بنبض الحياة معهم.
أساليب جديدة بالأوزان والقوافي والخروج عن المألوف سنشهدها هذه الأيام ولغاية العرس الانتخابي في 12 نوفمبر القادم، فالكل يريد أن ينفرد في الإبداع ويظهر نفسه أنه يمتلك المفتاح السحري الذي يفسر نظام تركيب كل شيء، وعلى المواطن أن يكتشف الشاطئ والمكان الحقيقي الذي يختبئ فيه هذا أو ذاك، ولدي غريزة ناعمة بأن لا أحد من الدينيين وأتباع الجمعيات الدينية سيفوز.