تستوقفني العبارة التي يرددها النواب السابقون الذين يعتزمون الترشح نيابيا، وهي “المجلس بحاجة لأعضاء بقدر المسؤولية الوطنية في تمثيل المواطنين”، وكأن المواطن لم يعش التجربة معهم عن كثب، بل وألم بأمورهم الدقيقة والمهمة خلال تواجدهم في المجلس، وليت هؤلاء يعلمون أنهم بعيدون بمقدار مئة وثمانين درجة عن الواقع وأوساط الناس ولن يصوت لهم أي أحد مهما فعلوا وطوروا من منظومة استقطاب الناخب والتحدث عن المسائل المهمة المتعلقة بمصلحته.
لقد اكتشف المواطن عبر الوقائع الملموسة فشلكم وتدني الخط البياني لعملكم في المجلس قبل 2018، والمسألة لا تحتاج إلى تحليل وتفسير، فمنكم من كان يمثل جمعية إسلامية وقواعدها الثابتة وهي العمل لمصلحتها على حساب مصلحة الجميع، فرفع صوته وعلا رأيه وكان مناضلا ومدافعا عن خط جمعيته وعارفا بأصول اللعبة، ثم يأتي اليوم وفي لحظات مكاشفة ليقول سأعيد ترشيح نفسي مستقلا لأنه لم يعد قادرا على التحمل والصبر وبمقدوره الدخول في المجلس من جديد والاستمرار في العطاء. 
ومنكم من كان مستقلا وحاول بشكل جاد اختيار وانتقاء مفرداته للتغطية على فشله في المجلس، ومع ذلك عرفه الناس وعرفوا إبداعه المسرحي، ثم يأتي اليوم ليخوض جبهات متعددة وبأنه من ذوي المواهب الشامخة وأكثر من ذلك، ومفتاح حلول مشاكل المواطن في يده.
هذا النوع من الأفلام لن ينجح، صدقوني ولا تحرجوا أنفسكم وتعيدوا رسم وجوهكم على كراسات الناخب، لن نقول أعطوا فرصة لغيركم، لكننا نقول.. المواطن يعرفكم وانتهى الأمر كله ولن تنفعكم الموعظة الأخلاقية الطنانة التي ستلقونها على الناس هذه الأيام من خلال وسائل الإعلام، والأمر الذي يحتاج منا إلى تأمل دائم.. ما هي المعلومات القيمة التي تحتفظون بها حتى الآن والمخطوطة الأصلية لقصة تغييركم كل شيء من قوانين ومقترحات لم يفعلها غيركم.. ما الذي سيتغير بكم في المجلس القادم ونوعية الإيقاع.