العدد 5085
الجمعة 16 سبتمبر 2022
banner
مزاد الروايات.. كل من هب ودب يكتب رواية
الجمعة 16 سبتمبر 2022

في تحقيقنا عن “الواقعية في روايات الشباب البحريني” قبل أيام، كتبنا أن الرواية بناء فني صعب جدا، ولابد أن يكتب الإنسان عشرا أو عشرين رواية حتى يضع قدمه على أول الطريق، فهي موضوع أولا قبل كل شيء، موضوع يقوم على فكرة أو أفكار ويرمي إلى هدف، وكل هذه الأفكار ينبغي أن تكون صحيحة سليمة لا مجرد أوهام مراهقين، فالرواية الحقة ليست لعبا وتسلية، بل بناء فني إنساني عسير جدا لابد أن يكتب بعناية تامة وفهم ودقيق.
في ساحتنا الثقافية ظاهرة تحتاج إلى وقفة جادة من قبل النقاد الذين يؤمنون إيمانا عميقا بالالتزام الواعي، والفهم المستبصر والتوضيح والكشف، فكل من هب ودب أصدر كتابا وقال عنه “رواية”، وكأن القضية أصبحت مزادا وصوت صرير حادا يبعث على الضيق، تخرج برموش مستعارة وكحل وتكتب “شخابيط مراهقين” وتقول عنها رواية، وآخر يخلط السكر مع الطحين ويحمل في يده سلة صغيرة ويقول عن نفسه انه روائي “ويا ويل من لا يعرفه”.
يقول توفيق الحكيم: “الرواية لن ترضى منك بأقل من شبابك كله ثمنا، كلنا قد دفعنا هذا الثمن وعرفنا كيف نكتب على الورق أكثر من عشر ساعات في اليوم، أكثر من ربع قرن، وإلا فكيف أخرجنا المجلدات”.
أديبنا الزميل أحمد جمعة بقامته الأدبية ونتاجه الغزير وتاريخه الطويل، لم يصدر إلا 12 رواية منذ التسعينات لغاية  اليوم  وهناك أسماء لأدباء بحرينيين كبار أيضا لا تتجاوز رواياتهم أصابع اليد الواحدة، لكنك تشعر وأنت تقرأ لهم أن وراء كل سطر جهدا بالغا وعملا فنيا بكل معاني الكلمة، لكن ما نشاهده اليوم آفة خطيرة، فالكل يريد أن يتربع على كرسي كتابة الرواية، ويزاحم العقاد ويوسف إدريس ونجيب محفوظ وغيرهم، وما يزيد الطين بلة، هو من يفشل في طريق الشعر، يلقي الحجر على الناس ويتجه لكتابة الرواية، ومن يفشل في المسرح يحاول أن يجتاز حدودا وسدودا للوصول إلى الرواية عبثا.
وعلى رأي الكاتب بيتر فايس “متى تفتحون عيونكم.. متى تفهمون”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية