المشكلة التي لم يسبق لها مثيل خلال الأشهر الأخيرة، وجود عدد من الآسيويين الذين دخلوا البلاد بفيزا سياحية لكنهم تعرضوا لسلسلة من الصدمات جعلتهم يجوبون الشوارع والطرقات للتسول واستعطاف الناس، من أجل تأمين تذكرة الرجوع إلى أوطانهم، وسبق أن طرحت هذه القضية في شهر يوليو الماضي ونبهنا الجهات المعنية بضرورة وضع إجراءات وتغييرات تنسجم مع التحولات على كل الأصعدة، فسمسرة المؤسسات أو العوائل التي تدعو أقرباءها إلى الحضور للبلد ومن ثم تتركهم ضحايا للتسول سعيا وراء مشاريعهم الجشعة، قد لا نبالغ بوصفها بالمشكلة الخطيرة، وستتفاقم نتيجة الزيادة في عدد السائحين بلا ضوابط، ومؤخرا نشر أحد المواطنين فيديو عن رجل آسيوي مريض ومعاق دخل عليه المحل طلبا للمال، واكتشف أنه دخل بفيزا سياحية وبقي لمدة سنة كاملة يتحدث بلغة الأموات ويصارع الجوع الملعون.
وشخصيا استوقفني أحد هؤلاء في “الفريج” وكان يبيع أقلاما، وعندما سألته عن سبب بيعه الأقلام قال وكأنه فاقد دروب الأمل ومثقل بكوابيس الفقر.. “أريد الرجوع لعائلتي”، وأنا على يقين أن الكثير من المواطنين غيري قد تعرضوا لمثل هذا الموقف أو المشكلة التي ظهرت بأطر جديدة.
إن الحديث عن العمالة السائبة حديث شائك لأسباب عدة، لكننا اليوم نواجه وضعا غير طبيعي سيؤثر حتما على اقتصاد البلد بشكل أو بآخر، فلو مرض هذا السائح أو ارتكب جريمة أو أو.. فمن المسؤول، ثم إلى متى سيبقى يدور في الشوارع مثل الزئبق حاملا حزنه الأبكم. هذا الوضع يبعث على الفزع ولابد من المصارحة وإعطائنا إجابة لا يعتريها التباس... ما هي شروط الفيزا السياحية التي يدخل فيها هؤلاء، وهل تقوم الجهات المعنية بعملية حصر وتدقيق لمثل هذه القضايا أم تعتبر أنها تدخل في مستودعات التسول وليس هناك خيار ملزم.
هذه المشكلة نضعها على منضدة الجهات المعنية وننتظر الإجابة.