العدد 5080
الأحد 11 سبتمبر 2022
banner
المسؤولية الفردية
الأحد 11 سبتمبر 2022

التغيير سنة من سنن الحياة، الأمر الذي لا يختلف عليه اثنان، فليس اليوم كما الأمس والعمر يفنى والجديد يبلى والأيام تترى، والإنسان نفسه لا يثبت على حال، ودوام الحال من المحال.
في واقع الأمر، الحياة في تغير مستمر والأيام دُول بين الناس، فيؤثر ذلك إما سلباً أو إيجاباً تجاه تعاملهم مع الأحداث التي تواجههم، والناس في ذلك بين شاكر وناقم، وبين متفهم مبصر وجاهل مستهتر. ليست المشكلة في دورة الأيام، فذلك أمر لابد منه، إنما السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف نعد أنفسنا حيال المستجدات من الأحداث؟
الجواب، كما أثبتته الدراسات المختلفة وخلصت إليه النتائج هو أن معظم الناقمين والناقدين لم تكن لديهم أية خطة أو حتى فكرة في قراءة الأحداث، الأمر الذي جعلهم غير مهيئين لمواجهة هذه المتغيرات، وحدا بهم للشكوى والتذمر دون أية محاولة جادة للمراجعة على أقل تقدير، وبالمقابل فإن الشريحة الأخرى، وهم الأوفر حظاً كانت تراودهم بعض الأفكار وتدفعهم لقراءة واقعهم بشكل أفضل، لكن المماطلة حالت دون الاستفادة من الفرص المتاحة لهم، فداهمتهم المفاجآت، إلا أنهم في نهاية المطاف تقبلوا الواقع  وتعايشوا معه بعد أن فاتهم الشيء الكثير، أما الذين كان لديهم حس المسؤولية الفردية استطاعوا قراءة الواقع بشكل عملي، بل والتهيؤ لما قد يستجد من أحداث وفق رؤى مستقبلية، مستمدين ذلك من أحداث مشابهة جادت بها غابر الأيام، فأخذوا من الماضي للحاضر فنراهم اليوم في مصاف الناجحين يجنون ثمار صحوتهم وربما تقشفهم في وقت سار غيرهم خلف الكماليات والمغريات.
ليست هذه دعوة للتقشف بقدر ما هي وقفة للمراجعة واستخلاص الدروس، فالإنسان هو المسؤول الأول عن تصرفاته قبل أن يضع اللوم على غيره، ناسياً أو متناسياً مسؤوليته الفردية، وهو المعني بتقويم سلوكه تجاه الآخرين قبل أن ينتقد ردود أفعالهم. لا شك أن لكل إنسان حظه من المواهب والقدرات التي تؤهله لتطوير وتحسين معيشته بشكل أفضل – عرفها من عرفها - لكن غياب الحس الداخلي والمسؤولية الفردية أساس الداء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .