العدد 5076
الأربعاء 07 سبتمبر 2022
banner
العالم في مهب الريح نوويا
الأربعاء 07 سبتمبر 2022

قبل بضعة أيام، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش، عن خيبة أمله إزاء عدم تمكن المؤتمر العاشر للأطراف المشاركة في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية من التوصل إلى توافق في الآراء بشأن نتيجة ملموسة والاستفادة من هذه الفرصة لتعزيز فرص العالم للنجأة من حرب نووية، لا تبقي ولا تذر. ما الذي يعنيه هذا التصريح المخيف؟
الشاهد أنه بدون تطويل ممل أو اختصار مخل، يفيد أن البشرية تقترب من مواجهة نووية، وسواء كان الأمر مقصودا أو عفويا، وليس أدل على ذلك الاحتمال، من أزمة المفاعل النووي الأوكراني في زابورجيا، والتهديدات التي تدور من حوله، والمخاوف من أن يصاب عند لحظة جنونية من المتناحرين، ليدفع العالم في طريق أسوأ مما عرف في زمن انفجار مفاعل تشرنوبيل عام 1986.
هل بات العالم إذا أمام مواجهة نووية، وكأن الأمر قدر مقدور في زمن منظور؟
كارثة ما يحدث في عالمنا المعاصر، تتمثل في انتشار أسلحة الدمار الشامل رأسيا وأفقيا معا وفي وقت واحد. رأسيا من خلال إضافة كل بلد المزيد من الرؤوس النووية لترسانتها، وتحسين قدراتها، وأفقيا أي من خلال قيام دولة ما أو جهة فاعلة أخرى، بإضافة فئة أو نوع جديد من الأسلحة إلى ترسانتها، وهذا النوع هو ما يتبادر إلى ذهن معظم الناس، عندما يتحدثون عن انتشار الأسلحة النووية، وسياسة عدم الانتشار، أي الأدوات المستخدمة لوقف انتشار هذه الأسلحة. 
في هذا السياق تتبادر إلى الذهن علامة استفهام مهمة للغاية: "هل كان لقيام روسيا – بوتين بالهجوم على أوكرانيا قبل ستة أشهر دور واضح في الدفع جهة تصاعد الرغبة في امتلاك الأسلحة النووية؟ غالب الظن أن ذلك كذلك، لاسيما بعد أن شعر الأوكرانيون أنهم في مأزق ما كان ليحدث لو احتفظوا بترسانتهم النووية قبل ثلاثة عقود، والتي بلغت وقتها أكثر من ثلاثة آلاف رأس نووية، لكنهم تخلوا عنها مقابل ثمن زهيد تمثل في قرض أميركي لا يتجاوز 400 مليون دولار في منتصف تسعينات القرن المنصرم. 
هل عدد دول العالم المرشحة لحيازة أسلحة نووية مرشح للتصاعد بالفعل؟
يمكن للمرء أن ينظر لمنطقة الشرق الأوسط، والتي تخوض اختبارا عميقا وخطيرا هذه الأيام، لا يخفى عن أعين أحد، وهناك ملامح اتفاق نووي جديد لا يثق فيه أحد، والكل يدري أنه سيقود دولة بعينها لحيازة ذلك السلاح الفتاك، وهي التي لم تنفك تهدد عموم المنطقة وحتى قبل أن تصل إليه وبما لديها من أسلحة تقليدية، وعليه فكيف سيكون الحال من بعد.
الجواب المؤكد والمقطوع به، هو أن دول المنطقة مرشحة بدورها، ومن خلال حقها الطبيعي في صيانة حدودها الجغرافية وأمنها القومي، لأن تمتلك بالمثل أسلحة مشابهة، الأمر الذي دفع البعض للقول إن السلاح النووي سيكون في متناول كل يد، بالضبط كما الحق في الطعام لكل فم. 
هل سيمضي العالم في طريق المواجهة النووية، إلى أن يصل حد الكارثة لا قدر الله؟
يخشى المرء من أن يلوح ذلك السيناريو في الأفق، خصوصا في ضوء النزاعات الأخيرة بين روسيا والصين من جهة، وبين حلف الناتو من جهة ثانية. 
وعلى ذكر الصين، فقد تقود العالم بدورها إلى مرحلة نووية مغايرة، إذ لم يعد الأمر سرا القول إنها تخطط لبناء ترسانة نووية جديدة قد تصل إلى نحو عشرة آلاف رأس نووية.
الخلاصة.. يخشى المرء من كابوس نووي قائم وقادم.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية