العدد 5076
الأربعاء 07 سبتمبر 2022
banner
تكتل ثقافي فني لدخول البرلمان
الأربعاء 07 سبتمبر 2022

أصبحت أمنية كل فنان وأديب بحريني أن يمثله نائب في البرلمان يحمل همومه ومشاكله وقضاياه بدون نقصان، لأن كل معركة يدخلها الفنان والأديب تكون خاسرة منذ البداية، فهو يواجه حواجز وعقليات في المجتمع تحرك العواطف والأفكار ضده، وهذا الموقف المتأزم مازال ساري المفعول بطريقة أو بأخرى.
لقد قال “كولردج” إن الشعر يجعل الغريب مألوفا، ونحن نقول إن عدم الاهتمام بالفن والثقافة وتقدير المبدعين في البرلمان لسنوات طويلة، أصبح أمرا مألوفا، وهذا المنحى رغم خطورته إلا أنه يرسم لنا الصورة المثالية عن نظرة الكثير من النواب الذين وصلوا للبرلمان عن الثقافة والفنون، فكثير منهم تبنى حملات استهدفت الإبداع وإبعاد الفنان والأديب عن زوايا الضوء الساطع، بدافع أهواء ونزعات فردية غريبة، خصوصا من قبل نواب المواعظ والآيديولوجيات الذين يصفون الثقافة والفنون بالتلوث والانحلال.
الثقافة لا تلقى حتفها بفعل القدر، إنما على يد البشر، لهذا نتمنى من الجمعيات الثقافية والفنية في البحرين، أن تخلق فلسفة خصبة عبر تشكيل “تكتل” فيما بينها للدخول في البرلمان وتفتيت جبل التردد الصخري، وتفعل مثلما يفعل الآخرون كالجمعيات الدينية، والسياسية، وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني، والمستقلون كذلك، فكثير من المواطنين مازال عنده الوعي بأهمية الثقافة والفكر في المجتمع، ولا يتقبل المجالات والتوجهات الدينية والسياسية والشعارات التي يخلقونها في مثل هذه الأحداث والظروف.
جاء الوقت للجمعيات والمؤسسات الثقافية أن تقرأ الفقرات والفصول وتقضي على النواقص القاتلة للثقافة وتهميشها في البرلمان، وتعرف كيف تحدد العصر الذي نعيشه، فمثلما يتم الاستعداد لتنظيم مهرجان أو حدث ثقافي بارز تحشد له كل الطاقات، يفترض أن تكرس هذه المؤسسات كل طاقاتها لتظفر بكرسي في البرلمان، للتصدي لمحاولات طمس وإبادة الثقافة والفكر بالزيف القائل.. “الثقافة ما تؤكل عيشا”، ولا ننسى أن الجمعيات الدينية لا تتورع عن اتخاذ أية وسيلة من وسائل الوصول إلى أهدافها، طالما تركت لها الساحة خالية. دخول نائب من تكتل ثقافي فني حتما سيساعد على تغيير الكثير من الأمور.. لنجرب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية