يعبر الكثير من الناس في المجالس ومواقع التواصل الاجتماعي عن خيبتهم من تصاميم بيوت الإسكان التي يحصلون عليها، فما إن يحصل المواطن على بيت العمر حتى يبدأ في تعديله بما يتوافق مع احتياجاته، وكثيراً ما وجدنا مصممين شبابا موهوبين يعرضون تقديم خدمات إعادة تصميم بيوت الإسكان لجعلها تجربة سكن أفضل، ويبهرونك حين يعرضون صور ما قبل التعديل وما بعد التعديل، وإنه لشيء مفرح جداً حين يصلون بالمواطنين للراحة والسكينة في بيوتهم الجديدة التي حصلوا عليها، السؤال هنا: هل بإمكان وزارة الإسكان التفكير في الحصول على الخبرات المتراكمة لدى هؤلاء المصممين الموهوبين وتوظيفهم؟
ومثل ذلك ما نراه من بيوت المطورين التي تنتشر تصاميمها في مختلف المنصات الخاصة ببيع العقارات، في أشكال جميلة وتصاميم أنيقة، بالرغم من أن مساحات بعضها أقل من مساحات بيوت الإسكان من جهة الأرض، علاوة على استخدام مواد حديثة وأساليب مطورة كالعزل الحراري العالي ونحوه، ما يجعل هذه البيوت في أعلى قائمة طلبات الشراء.
إن النظر في إعادة فلسفة التصميم الخاصة ببيوت الإسكان ضرورة قصوى، حيث إن استمرار بناء البيوت بالشكل الحالي قد يرضي فئة قليلة، لكن غالبية الناس يرغبون في تصاميم مختلفة جداً، وتوظيف هذه الخبرات سيوفر الكثير من المال والجهد على الوزارة والمواطنين في الوقت نفسه، كما أنه سيجنب الناس الوقوع في تعقيدات ومشاكل مثل الإضرار بأساسات البيوت أو خطوط الكهرباء والماء أو التصريف، ما قد يتسبب في جعل تجربة السكن فيها قطعة من عذاب، فيمكن طرح مسابقة سنوية تطلقها وزارة الإسكان يراعى فيها أن تكون المخططات ذات تصاميم وتقنية حديثة وسريعة، تختصر وقت التنفيذ مقارنة بالبناء التقليدي القائم، فلسنا بحاجة لتصاميم معقدة، وتراعى فيها زاوية سقوط أشعة الشمس بهدف تقليل استهلاك الكهرباء وتخفيف كلفتها على كاهل المواطن، فمن قلب البساطة تأتي الراحة والجمال.