العدد 5059
الأحد 21 أغسطس 2022
banner
الاستعدادات المرورية للعام الدراسي الجديد
الأحد 21 أغسطس 2022

يغلب على الكثير من الناس الاستياء المروري عند حلول كل عام دراسي جديد، حيث ترسخ الارتباط بين دخول العام الدراسي وتضاعف الاختناقات في الشوارع، ولعل هذه الكلمات تساهم في طرح حلول تسهل على مستخدمي الطريق التعاطي مع هذه الحالة التي ستحل علينا بعد أيام.
في البداية يجب أن يكون حاضرا في أذهاننا أن من يستخدمون الطريق شرائح مختلفة متفاوتة من الناس، فمنهم أصحاب الرخص الجديدة من قليلي الخبرة في القيادة، ومنهم من قدم من دول أخرى لها ثقافات وأساليب مختلفة في السياقة، ومنهم المستهتر غير المبالي بالقوانين والأنظمة.. إلى غير ذلك، لذا - وقبل انطلاقك بسيارتك - تذكر أن الكمال لله تعالى، وأن الناس يغلب عليهم النقصان والخطأ، وهذا ينطبق على أساليبهم في قيادة السيارات، فكن شخصًا متفهمًا لذلك، ولا تضيع وقتك بالتصيد المروري على الناس، فليس من المهم أن يكون لك رأي في قيادة الآخرين، كما لو كنت الحكم أو المسؤول عن ذلك، إنما هي وظيفة رجال المرور، تذكر دائما أنك مطالب بأن تكون على استعداد تام وقبول نفسي لأخطاء السائقين المتوقعة، خصوصا أنه لم يعد الواقع المروري اليوم كما كان قبل عقود حينما كانت ثقافة التسامح وسعة الصدر وإتاحة الفرصة أصلا مروريا قائما وحاضرا بجلاء، نعم، كن مستعدا لأسوأ الأمثلة التي يمكن أن تعرض لك في الطريق، ستجد – مثلا - من يتعمد التضييق على الآخرين متى ما علم أنهم يريدون التجاوز أو الانعطاف أو دخول المسار! ستجد من يخيّل إليك أنه في معركة يسعى فيها للانتقام من كل من يخطئ معه ولو سهوا، فتراه يهدد الآخرين ويتذمر بكلمات وحركات غير لائقة، وربما عرضهم للخطر بسيارته، هذا وغيره من الأمثلة التي لابد أن تعرض لنا في الطريق، فكن على يقين بأنك لن تتمكن من تغيير سلوكيات الآخرين في الطريق قسرا وإجبارا، بينما يمكنك أن تكون مؤثرا في تغيير شيء من تلك السلوكيات حينما تكون قدوة تحتذى، ومثالا صالحا في الانضباط والهدوء والالتزام بأخلاق الطريق، ولا يغب عنك أن قيادتك كانت ضعيفة يوما ما، ولربما اعترتها الأخطاء والمخالفات، فعامل الناس كما تحب أن يعاملوك به، وفي الوقت نفسه، فإن رعاية ما سبق من أمور، من شأنها أن تكفل لك سلامتك المرورية، وهدوءك النفسي، والتخلص من ذلك الشد العصبي والتوتر النفسي الذي يستولي على كثيرين ممن لم يتوخوا الخطوات السابقة.
أخيرا لنعاهد أنفسنا كل صباح بالتسامح والطموح إلى تحسين تجربتنا في استخدام الطريق لتكون تجربة جميلة، ولنبلغ أعلى درجات السلامة النفسية أثناء القيادة، فالغايات العظيمة تحتاج دوما للتدريب المستمر والاستعداد الدائم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .