العام الدراسي الجديد ليس علي ما يبدو مثل بقية الأعوام، العام الجامعي المقبل الذي سيبدأ سيناريوهاته في شهر سبتمبر 2022 سوف يشهد ما لم يكن في الحسبان، ما لم تستعد له المنظومة جيداً، هكذا يبصر البعض ما لم تأتِ به أيام العام الدراسي الجديد بعد، رغم ذلك أرى أنه من الصواب الحديث بواقعية أكثر، بوصف تفضيلي أدق لما نحن فيه، وما قد يصادفنا في عام مقبل جديد:

أولاً: نحن لسنا مثلما كنا قبل الجائحة التي فاجأتنا على حين غرة، واقتحمت حياتنا، بل وهددت هذه الحياة.

ثانياً: إننا نعيش في هذه السنة الأيام الأولى من الخروج الكبير، اللحظات التاريخية للتصرف بحرية بعيداً عن تداعيات الجائحة، فلا الاحتراز الواجب سيظل واجباً، ولا المخاطر ستظل جاثمة على الصدور، ولا التبعات ستواصل تفاقمها وتدفعنا إلى بذل الغالي والنفيس من أجل درء المخاطر ومكافحة الوباء.

ثالثاً: إن العام الدراسي الجديد يأتي إلينا حاملاً معه أكثر من بشرة خير، وأكبر من أمل كبير، فهذا العام يعيد إلى التعليم حضوره المهيب، مع عدم إسقاط تقنية الأونلاين التي احترفناها، ومارسناها وتفوقنا فيها على أنفسنا، هذا الوضع سوف يفرض تشجيعاً أكبر على الالتحاق بالمؤسسات التعليمية رغم ما يحاصرها من تحديات، وما تواجهه من منافسات غير متكافئة ومن إجراءات قد تكون جائرة في كثير من الأحيان، بعضها يأتي إلينا من الإقليم المجاور برفض الاعتراف الخليجي بالاعتمادات الاكاديمية الوطنية، والبعض الآخر يأتي إلينا من الداخل حيث التجاهل لحاجات الجامعات الخاصة فيما يتعلق بأعداد الطلبة المسموح بقبولهم في بعض البرامج وفي فتح القبول على مصراعيه بالجامعات الحكومية دون مراعاة لامكانياتها المتاحة أو لإمكانات الجامعات الأهلية المتوافرة والتي تضاهي أرقى الجامعات العالمية.

رابعاً: الدور المشهود الذي يلعبه مجلس التعليم العالي بدمائه الجديدة في منحنا كجامعة أهلية مثلًا برامج غير مسبوقة في مرحلة الماجستير والتي يأتي في طليعتها للمرة الأولى بالبحرين والمنطقة برنامج المحاسبة الجنائية إلى جانب برامج تكنولوجيا المعلومات وتلك المرتبطة بالعلوم الصحية والعلاج الطبيعي وإنترنت الأشياء وغيرها من البرامج التي تواكب احتياجات المرحلة والثورة المعلوماتية والتكنولوجية الهائلة.

خامساً: دخول كل هذه البرامج على الخط الساخن لحصول الجامعة الأهلية على الاعتراف الأكاديمي من لجنة أميركية عليا في برنامج بكالوريوس تكنولوجيا المعلومات ومنح كليتها المعتبرة المتخصصة ذلك الاعتراف والاعتماد الدولي الذي سيضع الجامعة الاهلية في مصاف الجامعات العالمية المهمة، ويدفع باتجاه وضع التعليم العالي في بلادنا في المكانة التي يستحقها، والمقام الذي ترعى تألقه في مضامير جودة التعليم والتدريب واستحداث كل ما هو جديد. هذا كله يضعنا أمام عام دراسي جديد بجميع المعاني والمقاييس، ما يضعنا مجدداً على أهبَّة الاستعداد، والجاهزية بمواجهة مرحلة نحن جديرون بها، وقادرون بعون الله على تجاوزها، والله الموفق والمستعان.