العدد 5045
الأحد 07 أغسطس 2022
banner
عام دراسي عن قُرب !!
الأحد 07 أغسطس 2022

أخيرًا وبعد طول انتظار، بعد غلق اقتصادي، وتباعد اجتماعي، وتعليم عن بُعد، تعود المياه لمجاريها، والتقارب الاجتماعي لمستقره الآمن، والدراسة الأولية أو الجامعية إلى سابق عهدها، كل شيء اعتبارًا من العام الدراسي القادم 2022-2023 عن قُرب، بعد ثلاث سنوات عجاف على مستوى التقارب، “سمان” على مستوى الاستفادة من التجربة.
لقد تعلمنا الكثير من جائحة كورونا، تعلمنا التقارب بحذر، والتباعد عن قرب، تعلمنا أن التقنية هي السبيل، وأن البرامج الإلكترونية هي المسافة الميتة بين الأشياء، لم يعد أحد بعيدًا عن أحد، فتقنية الـ “تيمز” التي عملت بها الجامعة الأهلية مثلاً لتصنع بها تواصلاً أكاديميًا جديدًا قد نجحت نجاحًا باهرًا، وتمكن طلبتنا وأساتذتنا وإداريينا من التواصل عن طريقها وكأن شيئًا لم يكن، وكأن لا جائحة ولا تباعد ولا يحزنون.
وها نحن اليوم وقد عدنا إلى المربع الأول للتقارب، ندخل العام الدراسي الجديد وفي أيدينا كل ما تعلمناه من الجائحة، حذر وهو واجب دون شك، احتراز وهي منظومة متكاملة تم عن طريقها استخدام الكمامات، والمطهرات، ثم ذلك الانتباه العفي من الدروس المستفادة ومحاكاة برامجها، واستخدام أدواتها، كل ذلك يضع الجامعة الأهلية التي تمكنت خلال التباعد من حصد العديد من الألقاب العلمية الإقليمية والعالمية، في مقدمة الجامعات التي تنفتح بعناية، وتتقارب بحذر، فالتجربة القاسية علمتنا أن صحتنا بالدنيا، وأن المحافظة على أبنائنا الطلبة تأتي من أهم أولوياتنا، هو ذلك الشيء الذي لا يُباع ولا يُشترى “حين تُفقأ عيناك وتثبت مكانهما جوهرتين، هل ترى، هي أشياء لا تُشترى”، هكذا يقول الشاعر، وهكذا نتعلم من التجارب، وهكذا نفي بالوعود دون تردد أو تلكؤ ورمي كرة الثلج المشتعلة في ملاعب الآخرين.
والحق يُقال وهو ما لا يخفى على أحد أن النجاح الكبير الذي حققته مملكة البحرين من خلال اللجنة التنسيقية برئاسة ولي العهد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد حفظه الله ورعاه والفريق الوطني قد وضعوا البحرين في مقدمة الدول التي كافحت الجائحة ووضعت لها حدًا في المهد، وأبعدت مخاطر فيروس كورونا اللعين بقدر الإمكان حتى نأت بالبلاد والعباد عن معدلات الإصابات ونسبة الوفيات وتقليل فترات العزل قدر الإمكان والتباعد الاجتماعي والغلق الاقتصادي الذي عالجته بحكمة الكبار وروية وبصيرة الحكماء، ومسئولية القادة الذين يسهرون الليل ويواصلون النهار، ولا يملون ولا يكلون من مواجهة التحدي أيًا كان مصدره ومهما كانت خطورته.
هذا كله انعكس على أداء المؤسسات البحرينية كافة وعلى ثقة المجتمع الدولي فيها، وهو ما أكدته شهادات منظمة الصحة العالمية والعديد من التقارير الدولية، هذا أيضًا انعكس على أداء الجامعات في البحرين، فتمكنت من خلال التقنيات والبنية الأساسية التي وفرتها الدولة من مواصلة الدراسة بكل كفاءة واقتدار رغم ما تعرضت له جامعات أخرى في بلاد أخرى من عراقيل.
أما فيما يتعلق بجامعتنا الأهلية والتي رحبت أيما ترحيب بقرار عودة الدراسة حضوريًا، نقول نحن مستعدون للتدريس فورًا عن قُرب بأعلى ما نمتلكه من إمكانات، وأهم ما هو تحت أيدينا من تجارب ومهارات، الدرس كان قاسيًا وطويلاً، صحيح، والتحورات اللعينة للفيروس الرهيب أيضًا قاسية ومتكررة ولا يعرف مداها إلا الله، هذا أيضًا صحيح، “لكن الله عرفوه بالعقل”، والعقل يقودنا دائمًا للتفكير السليم، للتعلم من التجارب والاستفادة منها، بل ولتحويل الآلام إلى انتصارات، والآمال إلى حقائق واقعة على الأرض.
إن المجتمعات تُبنى على العديد من الأهداف، وبالعديد من المقومات، ويأتي الإنسان كأرقى المخلوقات في الكون والذي كرمه الله في كتابه العزيز ليعمر هذه الأرض، ليغرس فيها من الفسائل ما يقيم الحياة على الأرض، وما يوفر الرخاء والازدهار لكل من يعيش عليها، على هذه القاعدة نفكر في الجامعة الأهلية، ونعمل، ونخطط، ونخطو نحو المستقبل بخطى متسارعة واثقة، نحن على قدر المسئولية وكل من ينتمي لمجموعة الجامعة الأهلية ولفريقها الأكاديمي والإداري المحترف يعرف ما له وما عليه.
عام دراسي جديد .. عن قُرب، رغم أن الجائحة لم تودعنا حتى اللحظة، نعم .. لكننا على أعلى درجة من الجاهزية والاستعداد لمواجهة أي طارئ، للتعامل معه بكل كفاءة ودراية واحترافية، فلدينا من الموارد البشرية من تمرس على الاحتراز، ومن المقومات العلمية المهارية ما يثلج الصدر، ويوفر الأمان والاطمئنان.
لقد نجحنا عن بُعد، بعد أن كان النجاح على المحك، وسوف ننجح في العودة إلى التقارب عن قريب، وسوف ننجح بعون الله، وبقدراتنا وإيماننا بأن الطالب هو مستقبلنا الذي يجب أن نرعاه، وأن الأستاذ والإدراي هو المربي والمعلم والإنسان الذي لا نمتلك في إدارة المنظومة سواه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .