العدد 5052
الأحد 14 أغسطس 2022
banner
من يعلق الجرس؟!
الأحد 14 أغسطس 2022

بح صوتنا، من تكرار التذكير، “لعل الذكرى تنفع المؤمنين”، بأن الفرصة ذهبية لكي تكون لدينا صناعة أكاديمية تدر المليارات، وتكلمنا وتناقشنا بل وكتبنا في أكثر من مقال وأكثر من مقام، أن التعليم العالي أصبح رؤية وصناعة، وأن الانتباه لهذه الصناعة التي هي وبكل تأكيد من دون دخان، فإننا من الممكن أن نكون بوسطن الخليج، لدينا من المقومات والإمكانات، لدينا الإرادة والقوانين والمؤسسات، لكن لا يوجد لدينا القرار.
هل نحقق التحول بقرار؟ نعم إنه القرار المؤجل بسبب التضارب في الرؤى، بين من يصنع الواقع ويجسده، ومن يتحرك باتجاه تغييره ويسانده، بين من يؤسس على ما فات، ومن يتردد عند تعليق الجرس المدوي، من يا ترى يمكن أن يحقق لنا هذا الحلم؟ من يا ترى يحمل معنا مشاعل التنوير لكي نخطو أهم ما يمكن أن نقطعه في مشوار الألف ميل؟
بح صوتنا ونحن نتحدث عن اعتراف أكاديمي خليجي بجامعاتنا، عن تبادل رؤى وتبادل أفكار، وتبادل طلاب، عن ترويج وتسويق أمثل في دول المنطقة، عن جامعاتنا التي حصدت من الاعتمادات الأكاديمية ما يوفر الاطمئنان للطلاب والطالبات، وما يؤكد أن معاييرنا في الاعتمادية تضاهي الجامعات العالمية، وأن تقديرات المؤسسات العلمية الكبرى “كيو إس” و “تايمز” وغيرهما تؤكد أننا في مضامير الجودة متقدمون، وعلى منصات النماء المستدام متآلفون، وفي التصنيف العالمي مهيأون لكي نعتلي مواقع معتبرة باستمرار.
في أستراليا ووفقًا لآخر إحصائية تعود لعام 2019 أي قبل جائحة كورونا التي كان لها تأثير سلبي دون شك، فإن القادمين من الخارج للدراسة في التعليم العالي ضخوا أكثر من 37,6 مليار دولار سنويًا في شرايين الاقتصاد الوطني، وأن هذه الأرقام تزيد عن 25,9 مليار دولار بالنسبة لبريطانيا، وعلى ثمانية مليارات دولار فيما يتعلق بنيوزيلنده، أما الولايات المتحدة الأمريكية، فتحصل ميزانيتها العمومية على نحو 57,3 مليار دولار قبل جائحة كورونا، حيث تراجع الرقم، لكنه مرشح للصعود مرة أخرى.
هذه الأرقام تؤكد إلى أي مدى يساهم الطلبة الوافدون من الخارج للدراسة في جامعات ومعاهد هذه الدول، فما بالك في بلد محبوب مثل البحرين التي صنفت في أكثر من صعيد أنها المكان المفضل لإقامة وإعاشة الوافدين من كل حدب وكل صوب.
إن المنظومة التعليمية وقد اكتملت، وهي في أيد طموحة بعد المراسيم الملكية بتشكيل مجلس أمناء مجلس التعليم العالي بكفاءات شابة وماهرة، وبعد أن أصبحنا على بعد أمتار قليلة من تحقيق إنجاز غير مسبوق على صعيد الجذب المبرمج للطلبة من الدول الشقيقة والصديقة، فقط نحن في أشد الاحتياج لقرار شجاع يضع الحصان أمام العربة، والجرس في رقبة القط، ويطلق العنان بأن تكون البحرين هي مركز الإشعاع العلمي والحضاري بين شقيقاتها في دول مجلس التعاون، هو ما يؤكد على توفر رؤية اقتصادية بعيدة المدى، تؤمن بأن صناعة التعليم العالي هي ركن أساسي وأصيل لاقتصاد نام ومستدام، اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .