تأتي تداعيات الانتخابات النيابية والبلدية لتفرض نفسها على مجريات الأحداث اليومية، حيث بدت بعض المؤشرات الساخنة تلوح في الأفق وما حمي الوطيس بعد، ناهيك عن بعض المناوشات المحدودة التي تطل برأسها بين الفينة والأخرى كاجتهادات شخصية، بالرغم من أن اليوم الموعود لم يحن بعد.

ليعلم الجميع أن الدستور الذي منح المواطنين حق الانتخاب، سنّ أيضاً تشريعات من شأنها المحافظة على سير هذه العملية الانتخابية في جو من الحرية والنزاهة، دون مؤثرات خارجية ملوثة أو تدخلات داخلية كيدية، فمن أساسياتها أن يشعر المقترع بالحرية الكاملة وقت التصويت، دون إحراج أو استدراج من لدن التكتلات الغوغائية، فعادةً ما نراهم يجوسون الطرق والممرات المؤدية لمراكز الاقتراع بالهمس واللمز تارة، وبالاستجداء والاستعطاف تارةً أخرى، بغية التأثير على الناخبين لترجح كفة دون كفة، وهذا إنما يقدح بالمقام الأول في أهلية المترشح ويكشف اهتزاز ثقته في نفسه.

لابد للناخب أن يستقي المعلومات المتعلقة بالمترشحين من المصادر الموثوقة، خصوصا فيما يتعلق ببرامجهم الانتخابية ليعرف مدى انسجامها مع مؤهلاتهم فضلاً عن تطابقها مع الواقع، حيث لا يمكن أن نعتمد على أصحاب الحملات الدعائية في معرفة مدى أهلية هؤلاء المترشحين في تحمل هذه الأمانة والمسؤولية الكبيرة، فإن هناك عددا غير قليل من المترشحين يجيدون التفنن في فبركة الإنجازات وسرد الدِعايات فينسبون إلى أنفسهم ما ليس فيهم، وتراهم يحيطون أنفسهم بهالة من الفقاعات من فئة “مدفوعة الأجر” وذلك من أجل البهرجة الإعلامية.

سعادة “النائب المنتظر”! لا شك أن الترشح للانتخابات حق من حقوقك وليس لأحد الحق في منعك أو الانتقاص من شأنك كما هو الحال تماماً مع غيرك، وعليه فإنك ربما تتفق معي بأن حريتك الشخصية تنتهي من حيث تبدأ حرية الآخرين، وأن التنافس الشريف واحترام زملائك المنافسين هو من صميم العملية الانتخابية، فلنحرص جميعاً على بث روح الأخوة وحسن النية في الأجواء الانتخابية، والتحلي بالمسؤولية الوطنية بعيداً عن التجريح والقذف والتشهير، ولنتعاون جميعاً في إنجاح هذا العرس الانتخابي بالوعي التام حتى تغدو السفينة والمسيرة التنموية وفق مجرياتها المأمولة.