العدد 5059
الأحد 21 أغسطس 2022
banner
مفهوم الجمال
الأحد 21 أغسطس 2022

الجمال مسألة نسبية، ولا يخضع لمعيار ثابت، فليس هناك جمال مطلق أو قبح مطلق، وذلك حسب انعكاس الصورة التصويرية من العين إلى الدماغ، فما تراه أنت جميلا ربما يراه غيرك مقبولا وآخر ينعته قبيحا.
الجمال حالة نسبية وليست مطلقة، تعتمد على المنظار التراكمي الذي من خلاله نميّز الحسن من القبيح والبديع من الشنيع والناس فيه أذواق، تماماً مثلما نفضل ألواناً أو أشكالاً معينة على غيرها، حكمها حكم مقياس تذوقنا للطعام أو الشراب، فالناس فيه درجات بين مادح وقادح.
إذا كان الأمر كذلك - وهو كذلك – فقد نخطئ كثيرا في مسألة التقييم عندما نربط الجمال بالجوانب المرئية فقط، فالزهرة التي أراها جميلة ربما يراها غيري ساحرة وفاتنة، وقد نتفق جميعاً على أقل تقدير أنها رمز لشيء جميل، لكن هل الجمال في رائحتها أم لونها، ربما في شكلها أو في ملمسها، أم في ذلك كله؟ كذلك الحال مع بعض اللوحات الفنية، فنعجب أحياناً من لوحة تم شراؤها بمبلغ كبير بينما لو أهديت إلينا لربما أخذنا الإطار وألقينا القماش. ذلك أن هناك جوانب جمالية غير مرئية مرتبطة بالإحساس، وهي التي تفسر الفرق بين الجمال الطبيعي والجمال الآني، ألا وهو جمال النفس أو جمال الروح.
الجمال له صور متعددة، منها ما نراه بالعين كجمال الهيئة، وهناك الجمال المعنوي وهو الكامن في الذات الإنسانية كالصدق والأمانة والوفاء وغيرها من خصال الخير، وهو ما يرمز له بجمال الروح، وكلما كان الإنسان ذا نفس جميلة كلما رأى الكون من حوله جميلا، وكلما خبثت النفس كلما تململت فلم تعد ترى شيئاً جميلاً.
قال شاعر المهجر إيليا أبو ماضي في قصيدته أيها الشاكي: وَالَّذي نَفسُهُ بِغَيرِ جَمالٍ... لا يَرى في الوُجودِ شَيئاً جَميلا. أثبت قانون الجذب الفكري أن تغذية العقل الباطن هو نتاج طريقة تفكير الإنسان، فمن توقع خيراً وجده والعكس صحيح، ونختم بهمسة في آذان المتشائمين وناكسي الرؤوس، إن من حسن الظن برب العباد التفاؤل بالخير، فرب الخير لا يأتي إلا بالخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .