بعض المرشحين لمجلس النواب يعتقدون أنهم نهلوا من علوم الفلسفة والمنطق اليونانية، واطلعوا على خطابات أرسطو، وأنهم موسوعة في الفكر والبيان، وكل وعودهم للناس تدخل في دلائل الإعجاز.

قرأت تصريحا لأحدهم قبل يومين، وكاد يختلط علي الأمر والألوان والخطوط والعالم الذي نعيش فيه ينهار أمامي، والأحلام تنقضي فجأة، فهذا المرشح يريد إعادة هيكلة القطاع التعليمي كاملا بما يتناسب مع متطلبات العصر، وإصدار قانون للإعلام والصحافة يضمن حرية الرأي والرأي الآخر، وكذلك إرجاع الصلاحيات والأدوات الدستورية التي فقدت في المجلس السابق.

القطاع التعليمي والتربوي في مملكة البحرين وصل إلى أعلى المراتب العالمية وبشهادة التقارير والمنظمات الدولية، والمملكة مصنفة ضمن الدول ذات الأداء العالي في تحقيق أهداف التعليم للجميع، ومرشحنا يريد إعادة هيكلة القطاع التعليمي حاملا الزاد الفكري الذي لا يعرفه الجميع، وقانون الإعلام والصحافة يجب أن يناقشه أهل الاختصاص والخبرة من الزملاء، فهم أكثر فهما وأكثر جدية من أي أحد آخر.

وربما نحتاج لقراءة كتب ومجلدات ونطوي ذراعنا بشدة لمعرفة الصلاحيات والأدوات الدستورية التي فقدت في المجلس السابق، يا للعجب.. المجلس لم يفقد صلاحياته وأدواته الدستورية، إنما كان الخلل والتقصير من قبل عدد من السادة النواب الذين لم يكونوا على قدر تحمل المسؤولية الوطنية ولآخر يوم في المجلس لم يفهموا اللوائح والقوانين، وكثيرا ما رأينا في الجلسات قيام الوزير أو المختص بتذكيرهم باللوائح وأخذ يدهم إلى الاتجاه الصحيح.

إلى الإخوة المرشحين.. ادرسوا معالم هذا الطريق قبل أن تفكروا في المضي به، فكل ما ستذكرونه وتقولونه للناخبين في برنامجكم الانتخابي، سيكون حجة عليكم، ومن الواجب تحقيقه في حال التوفيق والفوز، هذا ما نعرفه عن البرامج الانتخابية.. قول وفعل، لا دغدغة للعواطف وإثارة للنفوس، فالقضية ليست رمي حجر النرد، ومن ثم القول إن وراء كل شيء تدبيرا محكما.