ومن الأنواع، ننتقل إلى الفئات (Categories/Types) التي تتوزع عليها أنشطة ريادة الأعمال.
وهناك اجتهادات كثيرة في هذا المنحى، إذ تتفاوت من تحديدات رائد العمل الذي ينبري لهذه المهمة. فعددها، على سبيل المثال لا الحصر عند روبرت أليوتا هي 6 أنواع. يشار إلى أن أليوتا يمتلك بين يديه ما يربو على 30 سنة من الخبرة في مجال الأعمال ومهنة ريادية ناجحة. وفي سن الــ 9، نجح، مدفوعا برغبة جامحة، في تأسيس شركته الخاصة، وبعد ما يقرب من 22 عاما من تطوير الأفراد والعمليات واستراتيجيات النمو، تم الاستحواذ على هذه الشركة التي يملكها من قبل شركة سويدية عالمية بقيمة 4 مليارات دولار.
وعند النظر إلى مختلف الاجتهادات الهادفة إلى تصنيف ريادة الأعمال وفقًأ لأنشطتها، يمكن جمع الأبرز بينها في 9 فئات هي:
1. ريادة الأعمال الصغيرة: يتضمن هذا النوع من ريادة الأعمال بدء وإدارة الأعمال التجارية الصغيرة. ويركز رواد الأعمال الصغيرة هنا، على الأسواق المحلية ويقدمون السلع أو الخدمات لتلبية احتياجات مجتمعهم المحيط بهم. وغالبًا ما نجد هذا النوع من ريادة الأعمال في المطاعم المحلية، ومتاجر البيع بالتجزئة، والأنشطة التجارية العائلية.
2. ريادة الأعمال الناشئة القابلة للتطوير: وينتشر هذا النوع من ريادة الأعمال في الأسواق القابلة للنمو السريع، وتبحث عن الأسواق التي تحتاجها الإضطرابات، وتفتش عن تمويلها من رأس المال الاستثماري، وهي تبحث عن مشروعات قابلة للتوسع والابتكار. وأبرز نماذجها الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا وشركات التكنولوجيا الحيوية.
3. ريادة الأعمال الاجتماعية: يهدف رواد الأعمال الاجتماعيون إلى إحداث تغيير اجتماعي إيجابي من خلال مشاريعهم الرائدة. وهي تركز على معالجة القضايا الاجتماعية أو البيئية وغالبا لا تعطي الأولوية لتحقيق الأرباح. وأبرز نماذج هذا النوع من ريادة الأعمال، مؤسسات التمويل الصغيرة، والمبادرات غير الربحية.
4. ريادة الأعمال الناشئة القابلة للتطوير: يهدف رواد الأعمال الناشئون القابلون للتطوير إلى البدء من بناء أعمال عالية النمو، مع إمكانية تحقيق التوسع السريع. وغالبا ما نجدهم يسعون للحصول على تمويل من رأس المال الاستثماري المغامر(VC). ويركزون على الابتكارات التجريبية التي يمكن أن تحدث ثورة في الصناعات.
5. ريادة الأعمال في الشركات الكبيرة: يعمل رواد الأعمال من هذه الفئة من داخل الشركات القائمة لدفع الابتكار وخلق فرص عمل جديدة. إنهم يجلبون عقلية ريادة الأعمال إلى المنظمات القائمة، وعلى وجه الخصوص الكبيرة منها، ويساعدونها على التكيف مع ظروف السوق المتغيرة. غالبا ما تدعمها المنظمات غير الربحية أو المنح الحكومية. وأبرز أمثلتها مؤسسات التمويل الصغيرة، والمبادرات غير الربحية.
6. ريادة الأعمال عبر الإنترنت: يستفيد رواد الأعمال عبر الإنترنت من المميزات التي توفرها الإنترنت لبدء أعمالهم وتنميتها. ولذلك، ففي غالب الأحيان نجدهم يحصرون أنشطتهم في فضاء الإنترنت الرحب، فيبيعون المنتجات أو الخدمات عبر الإنترنت، أو ينشئون محتوى رقميا، أو يبنون منصات عبر الإنترنت.
7. ريادة الأعمال في أسلوب الحياة: يعطي رواد الأعمال في أسلوب الحياة الأولوية لتحقيق السلوك الشخصي، ويركزون على تحقيق التوازن بين العمل والحياة. يبدأون أعمالا تتوافق مع شغفهم واهتماماتهم، مما يسمح لهم بمزيد من التحكم في نمط حياتهم والجدول الزمني لحياتهم اليومية.
8. ريادة الأعمال في مراكز الابتكارات التكنولوجية: يتطلب هذا النوع من ريادة الأعمال مهارات تقنية قوية وفهما عميقا لاتجاهات التكنولوجيا. وغالبا ما يتسببون في “إرباك” أداء الصناعات التقليدية، كونهم يستبدلونها بحلول رقمية مبتكرة. ومن أبرز الشواهد عليها: الشركات الناشئة في مجال تطوير البرمجيات وشركات الذكاء الاصطناعي وصناعة الروبوتات.
9. ريادة الأعمال في أسلوب الحياة: وأبرز ما يلمسه المتابع لأنشطة ريادة الأعمال في هذا النوع هو تركيزها على إحداث تغييرات نوعية في سلوك من تنتشر في صفوفهم. فيحرصون، وهم في سياق الأنشطة التي يمارسونها في أعمالهم، توفير أفضل بيئات العمل التي تحقق أفضل المكونات التي توفر المرونة والحرية في التوازن بين العمل والحياة. وينتشر هذا النوع من ريادة الأعمال في صفوف رجال الأعمال الذين يبدأون أعمالهم منفردين أو تلك التي تبدأ بفرق صغيرة. ومن أبرز الأمثلة على هذا النوع من الأعمال مدربو اللياقة البدنية والمصممون المستقلون.
وبشكل عام تتطلب ريادة الأعمال مزيجا من المخاطرة الجريئة، وسعة الحيلة، والمرونة، للتغلب على أوجه عدم اليقين في بدء عمل المؤسسة، وخلال مسيرة تنميتها. تتميز ريادة الأعمال في جوهرها بالابتكار. سواء عند تطوير منتجات جديدة أو حين يتم إنشاء خدمات جديدة أو توليد عمليات فعالة؛ لذا، لا يكف رواد الأعمال عن البحث باستمرار عن الفرص التي تجاهلها الآخرون أو اعتبروها غير مجدية، بهدف تلبية الاحتياجات غير الملباة، أو حل التحديات الملحة. وتشمل عملية تنظيم المشاريع أيضا القدرة على تعبئة الموارد بفعالية، والتكيف مع البيئات المتغيرة، والحفاظ على الرؤية بمثابرة ومرونة.