تمر على الإنسان مواقف كثيرة، منها مواقف الجميلة ومنها عكسها، فالمواقف الجميلة تبقى في قلوبنا غالية ولها مكانة مختلفة لأنها تحمل الكثير من المشاعر والذكريات والمعاني، فتلك المواقف المختلفة التي تجمعنا بالكثير من الناس، يبقى لها مكان في نفسنا، وصعب علينا نسيانها أو إهمالها أو حتى تجاهلها، وأن يحبك الناس وأن تحبهم حتى إن كانت نسبة هذه المحبة بسيطة نوعاً ما، فإنه ليس شيئاً عادياً أو سهلاً بقدر ما هو كرم من رب العالمين علينا، فمحبة الناس لنا طموح ومطلب وأمنية يتمناها الجميع لأنها الرصيد الحقيقي الذي نستخدمه في معاملاتنا اليومية مع البشر.
فعندما أبذل الكثير من الجهد والكرم والطيبة وعمل الخير وأسعد الآخرين حتى ولو بابتسامة من أجل أن تكون النتيجة النهائية محبة الناس، فإنني أحرص بكل قوة على أن يكون حب الناس العنوان الكبير والمهم في حياتي، وأن تكون النتيجة العظيمة التي أحافظ عليها وليس السبب في ذلك.
نعم إن المحبة في مفهومنا اليوم أصبحت كبناء أساسه متين، نتيجة الأحداث والتراكمات الحياتية اليومية، فعندما نعمل من أجل المحافظة على مساكن المحبة في قلوبنا وأنفسنا وفي حياتنا مع الناس، فيجب علينا أن نعزز مسألة الثقة والمحبة والمعاملة الطيبة مع الآخرين ومع أنفسنا أيضاً، فإن هدم هذا الهرم من المحبة في حياتنا لا يحتاج إلا لحادثة معينة ولو كانت بسيطة لا تذكر أبداً. نعم إن محبة الناس لنا فضل من الله تعالى لا يعادله مال ولا جاه، فيجب علينا أن نحمد الله ونشكره عليها كثيراً، وأن نعمل على المحافظة عليها بكل قوة لأنها واجب إنساني يجب علينا العمل على تعظيمه في حياتنا.
بصراحة أنا ولله الحمد سعيد بعلاقاتي مع الناس، خصوصاً من دخلوا فيها خلال هذه المرحلة القريبة، فمحبتي لهم ومحبتهم لي نتيجة أفعال متبادلة بين الطرفين جعلت هذه العلاقة تكبر تدريجياً في نفسي، فمحبة الناس لي الكنز الذي يغذي الصحة والنفسية والراحة والطمأنينة والسعادة والرضا في حياتي.