العدد 5035
الخميس 28 يوليو 2022
banner
فضائيات عربية لا تصلح لحمل مسؤولية الرسالة الإعلامية
الخميس 28 يوليو 2022

لا أعرف عدد الفضائيات العربية “الحكومية والخاصة” وما تقدمه من برامج مختلفة، لكن حتما الرقم كبير، وكبير جدا، لكن كل ما يهمنا هو المحتوى ونواحي النضج الفني والالتزام بالرسالة وتثبيت القيم، ذلك أن الفضائيات العربية تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في إعداد أفراد صالحين للمجتمع، يساهمون في تنميته وتقدمه، وليس مجرد ساعات بث “في الفاضي”.
تابعت إحدى الفضائيات العربية لمدة يومين، ولم أجد فيها سوى الإسفاف بدعوى التبسيط لحد السطحية، لا برامج هادفة، ولا مصداقية في الطرح والالتزام، وأعمال غير مسؤولة ومدروسة وجيدة في هذا المضمار، ونكهة رجعية ترسم دوائر من الظلمات، واستغربت حقيقة هذا المستوى المخزي البعيد عن مسؤولية الكلمة والأمانة والارتقاء بمستوى البرامج وتطويرها.
كثيرا ما سمعنا عن الخطط المدروسة لتحقيق الأهداف المرجوة في إعلامنا العربي، لكننا اليوم ومع كل تلك المشاكل يحق لنا أن نتساءل.. هل استطاعت الفضائيات العربية بمختلف توجهاتها أن تشغل أوقات فراغ الشباب بالعلم والثقافة والأدب والترفيه، وتساعده على تكوين ميوله واتجاهاته وعاداته وسلوكه وتصرفاته نحو الممارسة السليمة والصحيحة لما يحقق له النمو السليم والفهم الجيد والقدرة على تحمل المشاق والتغلب على كل المشكلات التي يمكن التعرض لها؟ هل بالفعل قامت الفضائيات العربية وبما تملك من ميزانيات ضخمة بفتح أبواب المعرفة أمام الشباب للابتكار والإنتاج والإبداع والاستمتاع معا، وعرض نماذج قادرة على الخلق والإبداع والابتكار في كل الميادين العلمية والعملية، الأمر الذي يهيئ الشباب لتحقيق آمالهم بطرق سليمة ومشروعة؟
وهل تعمل الفضائيات العربية على تجديد شكل ومضمون ما تقدمه من برامج ولقاءات وأفلام ومسلسلات وسهرات ومسرحيات وأغان ومقالات وغيرها، والبعد عن الأساليب النمطية والألفاظ الركيكة والعبارات المتدنية، وكل الإيحاءات الهابطة والرخيصة؟
بصراحة.. هناك فضائيات عربية بعيدة عن القدوة والتوجيه والإرشاد، ولا تصلح لحمل مسؤولية شرف الرسالة الإعلامية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية