العدد 5034
الأربعاء 27 يوليو 2022
banner
تكلم حتى أراك
الأربعاء 27 يوليو 2022

تتعدد وتتنوع المشكلات الزوجية التي تهدد أمن واستقرار الأسرة، حيث يكون لها دور كبير في تصدع النسق الأسري وبروز مشكلات أكثر تعقيدا إذا لم تتم متابعتها وتقديم الحلول المناسبة لها، ولعل مشكلة الصمت الزوجي إحدى الظواهر التي تعتري الحياة الزوجية سواء كانت تمارس من قبل الزوج أو الزوجة فإن عواقبها الوخيمة تطال الأسرة بكل أشكالها، وتعد هذه الظاهرة بمثابة ممر يسهل حدوث الطلاق العاطفي بين الزوجين، والذي تترتب عليه نهاية العلاقة الزوجية.
“تكلم حتى أراك” حكمة قديمة تعزز أهمية التواصل ودور الكلام في تحسين العلاقات، فكيف لنا أن نتصور علاقة زوجية تعاني من شح في التواصل وندرة في الكلام وغياب مطلق للحوار الإيجابي بين الزوجين! 
تتعدد مظاهر الصمت الزوجي التي تتمثل في فتور العلاقة الزوجية وضعف التواصل اللفظي والعاطفي لعدم وجود التجانس الفكري والانسجام الروحي بين الطرفين، بالإضافة إلى اتخاذ الزوجين من الانطواء والعزلة ممارسة مستمرة في العلاقة، مع الاكتفاء بالصمت والرد باقتضاب وانزعاج أحياناً الأمر الذي يؤثر على سير الحياة الأسرية بصورة طبيعية، خصوصا في التعامل مع الأبناء الذين يصبحون ضحايا جو أسري لا يتسم بالأمن النفسي ويفتقد إلى أبسط مقومات الأسرة الصحية وهو التواصل السليم بين الأفراد.
إن الصمت الزوجي خطر يهدد الحياة الزوجية بمختلف مظاهره وانعكاساته على الأسرة، ويتطلب وقفة جادة وصريحة من قبل الزوجين للاعتراف بوجود هذه المشكلة أولاً، ووقفها لكي لا تتفاقم، ومن ثم السعي لحلها من خلال التعرف على أسباب هذا الصمت القاتل وإيجاد معالجات لإنقاذ العلاقة الزوجية، وتحسين صورة النسق الأسري من خلال التأكيد على التواصل الهادف مع الحرص على وضع الحلول المناسبة التي تساهم في تقليل الفجوة بين الشريكين وتعزز الحوار الإيجابي الفعال.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .