العدد 5027
الأربعاء 20 يوليو 2022
banner
الأسرة الإيجابية
الأربعاء 20 يوليو 2022

إن الحديث عن المجتمع القوي - والإشادة به - يجرنا إلى أساس تكوين هذا المجتمع الذي يتشكل من الأفراد الصالحين، وهم نتاج الأسر الناجحة، فالبداية الناجحة تبدأ مع الأسرة التي تشكل القاعدة الأساسية لبناء منظومة مجتمعية سليمة، منذ أن تتشكل الأسرة بتعاون الزوجين إلى مرحلة الإنجاب والتربية المستمرة أصبحت التوجهات الحديثة في المجال الأسري تسعى لتكوين أسر سمتها الإيجابية، ولا تلتزم بالدور التقليدي في المهمات، بل إن هناك مقومات لصناعة أسرة إيجابية سعيدة من خلال التأكيد على مجموعة من الممارسات المهمة، والتي منها على سبيل المثال تعزيز ثقافة الاهتمام بين أفراد الأسرة، وتعميق العلاقات بين الأفراد، والتأكيد على الترابط والمشاركة بين الجميع لتتجاوز هذه الممارسات رابطة الدم وما هو واجب، وتأخذ حيزا من المبادرة الذاتية من قبل كل فرد لتكون السمات الشائعة في الأسرة انعكاسا لهذا الاهتمام الذي يختزل في مجموعة من المشاعر والقيم، والتي منها الحب والتعاون والتضحية والتسامح، حتى يشعر الوالدان بسيادة المشاعر الإيجابية في الأسرة التي تغلب المشاعر السلبية، خصوصا عند الأزمات، كما أن تهيئة المناخ الأسري المناسب تساهم في بناء أسرة سعيدة، خصوصا إذا كانت علاقة الزوجين نموذجا من التفاهم والمودة، وينعكس ذلك على رؤية وتصورات الأبناء في الأسرة، كما أن اهتمام الأسرة بالجانب التوعوي والتثقيفي في شتى المجالات وخلق الحوار المستمر لمناقشة تفاصيل الاحتياجات والاهتمامات يعد أحد المقومات المهمة للأسرة الإيجابية.
إن تأكيد الوالدين على أهمية النسق الأسري الذي يحتضن جميع أفراد العائلة وقيامهما بالأدوار المنوطة بهما على أكمل وجه وفق رؤية حضارية تتسم بالنضوج والوعي الحقيقي لمعنى الأسرة، سيساهم بلا شك في إدارة أسرة أحد أهم أهدافها تحقيق السعادة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .