العدد 5029
الجمعة 22 يوليو 2022
banner
السينما الأميركية وعاطفة العنصرية المبهمة
الجمعة 22 يوليو 2022

من يعتقد أن مظاهر العنصرية في الولايات المتحدة الأميركية قد انتهت، فهو على خطأ كبير، فهي حاضرة في المجتمع كعاطفة قوية مبهمة، وآخر حادثة هي تصرف دمية “عالم سمسم” الشهيرة التي تجاهلت السلام على أطفال ببشرة سمراء، بالرغم من مناداتهم لها وحماسهم إلى لقائها، ما أثار موجة غضب في المجتمع الأميركي، وأعلن بعدها المسلسل الاعتذار للأطفال.
هذه الحادثة جعلتني أستحضر تعامل السينما الأميركية على مر تاريخها مع أصحاب البشرة السمراء، الذين بدأوا وكما يذكر الناقد سامي السلاموني من صندوق قمامة هوليوود، وظلوا محبوسين طويلا في أدوار الخدم والسائقين، لكن حظهم كان رغم ذلك أفضل من طائفة أخرى اضطهدتها هوليوود طويلا وأشبعتها تجريحا، فإذا كان الهنود الحمر أشرار السينما الأميركية الهمج، فإن الزنوج إلى حد ما كانوا طيبين ومغلوبين على أمرهم.
بعد ذلك وعن طريق “اللف والدوران” انتهزت هوليوود تحول الرأي العام العالمي بل وقطاعات كبيرة من الرأي العام الأميركي نفسه، إلى جانب قضية السود، لكي تستغل نجومها الزنوج كورقة رابحة، فإن النجوم الزنوج من جانبهم قرروا ألا يضيعوا الفرصة وركبوا الموجة، ومن هنا لم يكن غريبا أن تتجه هوليوود إلى الموضوعات الزنجية كموضوعات رائجة، وإلى الممثلين السود كنجوم شباك، وكان عام 1968 عام الزنوج في السينما الأميركية، ولمع نجم الممثل “سيدني بواتيه” وقتها، ومعه مجموعة من أمثال “جيم بروان”، حيث استطاع “بواتيه” أن يحول المسار في السينما الأميركية إلى جانب الزنوج، ويفرض اسم الممثل الزنجي عليها بقوة.
اليوم ورغم أن الأبواب مفتوحة على مصاريعها للزنوج في السينما الأميركية، ولم تعد هناك أفضلية للممثل الأبيض أو الأسود، إلا أن هناك نوعا من التمييز الخفي يدور في أروقة شركات الإنتاج الضخمة، وأكاديمية الفنون والعلوم السينمائية التي تمنح الأوسكار، إذ لم يفز بهذه الجائزة الرفيعة سوى عدد قليل من الممثلين السود، وخير دليل على ذلك الحملة التي أطلقت عام 2015 وحملت اسم “أوسكار شديد البياض”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية