مبادرة جميلة ومقدرة تلك التي قام بها مؤخرا مجلس إدارة صحيفة “البلاد”، حيث قام بتكريم جميع العاملين من خلال تقديم مكافأة مالية لهم نظير إنجازاتهم المختلفة وأعمالهم المتميزة التي أسهمت جليًا في تطور مستوى الصحيفة التي تعتبر الأحدث على مستوى المملكة، وتنفيذهم استراتيجيات التطوير التي أثمرت فوز الصحيفة للمرة الخامسة على التوالي بفئات جائزة سمو رئيس الوزراء للصحافة وكذلك مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون.
إشادتي بهذه المبادرة الرائعة والذكية ليس بسبب انتمائي لهذه الصحيفة ككاتب عمود، إنما أكتب من باب قناعتي بأهمية جانب التكريم والتحفيز لأي موظف وفي أية مؤسسة، لما له من دور بارز في زرع روح الانتماء والإخلاص والولاء، وبالتالي ينعكس ذلك إيجابا على المؤسسة في تحقيق المزيد من الإنجازات.
كما يعلم الجميع فإن الإدارة علم وفن، ففي الإدارة جانب فني فلسفي، فهي تتعامل مع الإنسان والمجتمع، وهي تتعامل مع جوانب غير مادية في الإنسان والمجتمع، كما أنَّها تواجه مواقف كثيرة تحتاج فيها إلى الخبرة والحكم الشخصي والإبداع والمناورة واستنباط العلاقات، وهذا ما يجعل فيها لمسة فنية وضرباً فلسفياً لا يمكن لمدير ناجح الاستغناء عنه، وتؤثر الثقافة السائدة في المجتمع تأثيراً قوياً في هذا الجانب من الإدارة، والمدير الناجح يحتاج إلى خبرة ومهارة وذكاء في ممارسة عمله وتعامله مع العنصر البشري لتحفيزه على الأهداف التنظيمية، والكثير من المؤسسات نجح مديرها بسبب الخبرة الإدارية التي اكتسبها خلال حياته وأن يكون ذاتيا على قناعة تامة.
شخصيًا ومن واقع خبرتي الطويلة في العمل فإنني أدرك جيداً أهمية التحفيز والتقدير، فإذا كان الشخص الذي على رأس الهرم مقتنعا ومؤمنا بهذه النظرية الإدارية، فإنه يضمن نجاح تلك البرامج والسياسات الخاصة بتحفيز العاملين، وفي اعتقادي الشخصي فإن ما قامت به إدارة صحيفة “البلاد” يعتبر سابقة لأية مؤسسة صحافية محلية.