نشرت الصحف المحلية خبرًا جديرًا بالاهتمام والوقوف عنده، يقول الخبر إن مخترع أول هاتف محمول في العالم الأميركي مارتن كوبر أعرب عن ذهوله من مقدار الوقت الذي يهدره المستخدمون حالياً على هواتفهم! وقد طالبهم بعدم الإفراط في استخدام الهواتف، ناصحًا بالاستمتاع والاستفادة من أوقاتهم وحياتهم بشكل أفضل بحسب ما نشرته صحيفة “نيويورك بوست”.
نعم.. قد يقول البعض إن العلماء الذين اخترعوا الهواتف هم السبب في إدماننا استخدامها! وقد سمعت تعليقا من أحد الأشخاص وهو يلقي اللوم عليهم! لهؤلاء أقول اتقوا الله، فالخلل فينا، وأي جهاز تم اختراعه في صالح البشرية، فللعلماء كل الثناء والتقدير ولولاهم لما توصل العالم إلى هذا التقدم في العلم والمعرفة والطب والاقتصاد والاتصالات والمواصلات وفي جميع المجالات.
أعترف أنني شخصيًا أقضي أوقاتًا طويلة على الهاتف المحمول، لكنني أجد في الجهاز الكثير من الخصائص الفنية التي تساعدني كثيرًا في تسيير وقضاء حاجاتي الحياتية اليومية، فعلى سبيل المثال وليس الحصر دفع الفواتير “وما أكثرها”، ومعاملات بنكية، واتصالات، ومتابعة الصحف والتقارير، والبحث عن الكثير من المعلومات من خلال الإنترنت، وتبادل الرسائل والتهاني والتعازي، وحتى كتابة مقالاتي، وإثراء عقولنا بما هو مفيد من معلومات ومعرفة وغيرها، لكنني في نفس الوقت أغني نفسي عن متابعة الناس وتصوير ما هو غير مفيد من خلال التطبيقات المختلفة المتوفرة في هواتفنا! أنا مقتنع تمامًا أنه لا ضير من استخدام الهاتف النقال ولو لفترة قد تكون طويلة، لكن كما يقولون عن طريق زرع ثقافة الاستخدام الأمثل.
ويبقى أن لكل شيء في حياتنا إيجابيات وسلبيات، وبيدنا أن نرفع من سقف الإيجابيات والسلبيات، فكما ذكرت، نستطيع أن نحول الهاتف النقال إلى كابوس أو إلى وسيلة اتصال ومعرفة بفوائد جمة لحياتنا اليومية، ولاشك أن هناك “قواعد وإتيكيت” لاستخدام الهواتف المحمولة في المطاعم والمناسبات الاجتماعية والعمل وغيرها من الأماكن التي أعتبرها جزءا مهما في الذوق العام، فنجد مع الأسف الشديد الكثير منا لا يحسنون استخدامه في المواقع التي ذكرتها. شخصيًا أعتبر ذلك نابعا من “الثقافة المفقودة” في مجتمعاتنا! ولكم الحكم في ذلك. والله من وراء القصد.