مع ظهور نتائج الثانوية العامة، وبدء الاحتفاء بأبنائنا المقبلين على الحياة الجامعية، قام عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم وفي صحبته ضيف مملكة البحرين الكبير الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وفي تظاهرة غير مسبوقة بافتتاح مبنى المسافرين بمطار البحرين الدولي الجديد، لقد كان هذا الاحتفاء مهيبًا بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، فالمطار الجديد يمثل واجهة البحرين أمام الأشقاء والأصدقاء، ويؤكد أن بالبحرين قيادة وحكومة تحرص على أن تكون هذه الواجهة معبرة عن تراث ومكنون مملكتنا الرائدة، وأن يصبح هذا المطار ملتقى للأحبة والأصدقاء والأشقاء من كل حدب وكل صوب، بل أن يكون قبلة لكل من يرغب في زيارة البحرين من أجل التجارة أو السياحة أو العلاج أو التعليم والتعلم.
من هنا كان الارتباط وثيقًا بين ظهور نتيجة الثانوية العامة وافتتاح هذا الصرح العمراني البديع، بل ومشاركة زعيم أكبر دولة عربية في مراسم الافتتاح الكبير لهو تأكيد على أن العلاقات بين الأشقاء تعكسها طموحات، وتوثقها مواقف، وتحتضنها مشاريع عملاقة.
إن جامعاتنا الوطنية، وبصفة خاصة الجامعة الأهلية وهي تثمن هذه الخطوة، إنما ترفع أحر التهاني والتبريكات إلى قيادتنا الحكيمة على إنجاز هذا المشروع التنموي الرائع، ونتمنى في الوقت ذاته أن يكون فاتحة خير علينا وعلى بلادنا وعلى أبنائنا الطلبة الذين يرغبون في الدراسة بجامعاتنا المعتمدة، وتلك التي تحظى بالتفوق الدولي والشهادات المعززة لجودتها وريادتها في مضامير الجودة والبحث العلمي والتصنيفات العالمية المعتبرة.
إنني أتذكر تلك الأيام التي كانت تُشغل الشقيقة الكويت عشرات الطائرات كل يوم من وإلى البحرين وهي تحمل آلاف الطلبة من الدولة العزيزة، وهم يدرسون في جميع صنوف البرامج والكليات والمعاهد، وكان المطار القديم يستقبل يوميًا بل وكل ساعة عددًا كبيرًا من الطائرات سواء تلك المغادرة إلى إحدى دول المنطقة، أو تلك القادمة منها وهي تحمل آلاف الطلبة الذين كانوا يتلقون العلم في جامعاتنا.
إننا نتطلع إلى عودة هذه الأيام، ولدينا مطار دولي جديد فاخر يريد أن يبعث للعالم أجمع برسالة مفادها: على الرحب والسعة تعالوا إلى بلادنا، وأدخلوها بسلام آمنين.
يبقى فقط أن نقوم بالتسويق الأمثل لبرامجنا التعليمية لجامعاتنا المعتمدة، لاعتماداتنا الأكاديمية المتوافقة مع أنظمة الاعتمادات بمختلف دول المنطقة، لا تبخلوا علينا بالاستباق في التسويق لنا، والتأكيد على الأشقاء سواء من خلال سفاراتهم أو قنصلياتهم، أو وزاراتهم المعنية بأن البحرين مستعدة لتقديم أعلى مستويات التعليم وتطبيقاته، البحوث ونتائجها ونشراتها المُحكمة، وأكثر من ذلك الأمل لكل من ينشد غدًا أفضل، وحياة أجمل ومستقبل سعيد مشرق بإذن الله.
مبروك علينا المطار الدولي الجديد، ومبروك لأبنائنا هذا الصرح العمراني البديع، وألف مبروك على أن هذا الإنجاز التنموي الكبير قد تحقق ونحن نستعد لعام دراسي جديد ملؤه الأمل بأن ما سوف نعيشه من أيام قادمة سوف يكون أجمل وأبدع، وكل عام وأنتم بألف خير.