العدد 5003
الأحد 26 يونيو 2022
banner
جائزة الصحافة
الأحد 26 يونيو 2022

كم كنت سعيدًا وأنا أتابع الصحف وهي تكتب عن جائزة ولي العهد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد حفظه الله ورعاه للصحافة، كم كنت فرحًا بتلك الوجوه التي حصدت الجوائز في يوم لا تنساه “مهنة المتاعب” ولا ينساه اللفيف المخضرم الذي يبحث عن استراحة محارب، لكنه لم يجدها إلا في هذه الجائزة.
وكم كنت فخورًا بوطني؛ لأنه يكرم أصحاب الرأي لأنهم كتبوا رأيًا لم يصادر، وعمالقة الحوار لأنهم أجروه وبكل شجاعة مع كبار المسئولين في الدولة، ولأنهم كرموا من حقق في مشكلات الوطن بكل حرية ورؤية وإتقان حتى نصل إلى الحقيقة المجردة من دون تلفيق أو تأويل أو ادعاء.
وكم كنت متابعًا لحيثيات وإحداثيات وبرامج الحفل الكبير الذي تقدم الصفوف فيه ولي العهد رئيس الوزراء ومعه عدد من الوزراء وكبار المسئولين وممثلي القطاع الصحافي العريض في مملكتنا الحبيبة البحرين.
إن ذلك اليوم سوف يظل ماثلاً في الأذهان كونه أصبح تقليدًا مرعيًا سنويًا، وكونه يأتي ليكرم شبابًا أنجزوا، وصحافيين أجادوا، وأقلاما تفكرت، وتعبت وسهرت الليالي؛ من أجل أن يعم نور الحقيقة كافة أرجاء الكون، ومن أجل أن يصبح للكلمة دور في بناء نهضة المجتمع، وللفكر رسالة في الارتقاء بثقافة الذهن البحريني ووعيه وتأكيد مواطنته.
لقد فرحت مثلما لم أفرح من قبل؛ لأنني قرأت ذلك الحرص الكبير في أداءات كبار المسئولين في الدولة وهم يشددون على أهمية دور الصحافة في تنمية وتنوير المجتمع، وتجسير الهوة ما بين الناس والمسئولين، وردم الفجوات ما بين صانع القرار والمواطن.
إن دور الصحافة لكبير في حياتنا العامة، في شئوننا الخاصة، في مشكلات حياتنا المترامية والمتجددة، ثم في تنمية الوعي الوطني والحس القومي بأهمية العلم وضرورة الفن، وحتمية الثقافة، ونحمد الله ونشكر فضله أن في بلادنا من المؤسسات التي ترعى، والهيئات التي تتفاعل، والصحف وأجهزة الإعلام التي تمارس ما يجعلنا نشد على أيدي القائمين عليها ونقول لهم: سيروا على بركة الله.
إن في بلادنا مسئول يتابع، وقائد يشجع، وشعب يؤمن، وفوق هذا وذاك لدينا من يفرش إلينا المستقبل بالورود من خلال جوائز للمجيدين، وحوافز للمتميزين، وأوسمة للمبدعين.
سيروا على بركة الله، فإن في بلادنا صحافة حرة مسئولة، لديها من الواجبات ما يتناغم مع الحقوق، وعليها من المسئوليات ما لها من المردود والوجاهة والاسم اللامع الكبير.
حرص الدولة على تكريم صحافيينا لم يكن بجديد، هو إرث طويل تعلمناه من آبائنا وأجدادنا، إرث يقوم على مبدأ “لكل مجتهد نصيب”، و “من جد وجد”، و “من طلب العلا سهر الليالي”، إرث يعتمد على ثقافة لها تاريخ، وأصول لها جذور، وثمار لم تنبت من فراغ.
من هنا آن لنا أن نفخر، وأن نشكر قادتنا وأن نشد على أيدي كل من أخرج هذه التظاهرة الصحافية الكبيرة في أبهى صورها، حتى يفهم العالم ويدرك الشقيق والصديق، أن لدينا صحافة تحاكي أحدث تقنيات العصر، في الخبر، في الصورة، في عمود الرأي، في الحوار الصحفي، في التحقيق والتقرير والتعليق والدراسة والبحث، هو ما يجعلنا في الجامعة الأهلية أن نهتم أكثر فأكثر بقسم الإعلام بكلية الآداب بالصحافة تحديدًا عن طريق إصدار المطبوعات التي تُدرب، والتطبيقات التي تتكامل مع النظريات، والمعامل التي تضع الجميع أمام مسئولياتهم من أجل تخريج جيل قادر على ممارسة المهنة بأعلى كفاءة وأرقى تعاطٍ، وكل عام وصحافيونا بألف خير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية