العدد 4989
الأحد 12 يونيو 2022
banner
نتائج للأجيال القادمة
الأحد 12 يونيو 2022

هو موسم الحصاد لمرحلة تقترب بخطى حثيثة نحو مستقبل آلاف الطلبة من خريجي الثانوية العامة، النتائج على الأبواب أو هكذا أظهرت مستوى المتفوقين وطموحاتهم الدراسية وآمال الذين سهروا الليالي.
إنهم طلبة العلم في بلادنا، أفواج تحظى بالرعاية، وأمواج شبابية هائلة تقف على أعتاب الدراسة الجامعية، ما هي يا ترى الكلية أو الجامعة المناسبة التي تقع عليها عين الاختيار؟ وما العلوم التي يحرص الخريجون على اقتنائها قبل فوات الأوان؟ ثم ما طبيعة التوجهات التي تقود الخريج نحو التخصص الذي يفضل، والكلية التي يأمل، والمهنة التي يحلم بها؟
بكل تأكيد نحن لا نستبق الأحداث، ولا نتعامل مع المرحلة القادمة التي سوف تحتضن أبناءنا على أنها مجرد مستقبل في علم الغيب، أو قادم لا محل له من الإعراب، أو طريق مازال مفروشًا بالورود أكثر مما هو مطروحًا على أرض الواقع.
حسن الاختيار هو حجر الزاوية في تحديد مستقبل أبنائنا الخريجين والدور الذي يجب أن تلعبه الجامعات على طريق مساعدة الطالب في تحديد وجهته القادمة لابد وأن يكون بكل تأكيد على أهبة الاستعداد لطرح برامج تحدد حاجات سوق العمل، ومناهج تتطابق ومقتضيات علوم المعرفة، وتكنولوجيا الأشياء، وأدوات التواصل المميكنة.
هي كذلك تلك المرحلة التي أطلقنا عليها منذ القدم بعنق الزجاجة، هي محطة الانطلاق نحو ملامح الزمن القادم لكل خريج، نحو المهنة التي يرى الجيل الراهن بأنها الخيار الأكثر توفيقًا لو جانب طالب العلم التوفيق، ولو حالفه الحظ.
ونحمد الله ونشكر فضله أن خريجي الثانوية العامة حاليًا يذهبون إلى المرحلة الجامعية وأمامهم عشرات الخيارات المحلية، جامعات حكومية وخاصة، وتلك التوأمة مع جامعات عالمية مرموقة مثل جورج واشنطن وبرونيل وغيرهما، أمام خريجينا جدارية موسوعية من الكليات المعترف بها أكاديميًا محليًا وعالميًا، وأمامهم فرص أكثر من ذهبية في تعليم بحريني يضاهي نظيره في العالم المتقدم، لدينا على سبيل المثال من البرامج والمناهج ما يناسب طموحات أبنائنا الخريجين، ولدينا من البرامج التدريبية والتأهيلية وتلك سابقة الإعداد والتجهيز ما يضع طلبتنا في مرمى البصر لأصحاب الأعمال في الداخل والخارج، تمامًا مثلما لدينا من الأساتذة والفقهاء والعلماء ما يمكن أن يجلب العلوم المتقدمة كافة بل ويعيد إنتاجها على هيئة مواد ووسائل تعليمية كفيلة بأن تمنح الطالب الشهادة التي يحلم بها، والدورة التدريبية التي يسعى إليها، والعلوم التطبيقية التي تحاكي الحياة العملية، بل وتتطابق مع مسئولياتها المتعاظمة.
إن طلبة الثانوية العامة وخريجيها لن يعانوا من مشقة الاختيار، أو صعوبة التحديد، أو حتى استحالة التحقق، فجميع الطموحات ربما تتلاقى ولأول مرة مع مختلف الإمكانات، مع المتوفر في بلادنا من جامعات ومعاهد يُشار إليها بالبنان (15 جامعة خاصة + ثلاث جامعات حكومية).
ولحسن الطالع أن هذه الجامعات تمتلك من الطاقة الاستيعابية والمقاعد الدراسية والمعامل المتطورة ما يجعلها قادرة على استقبال جميع خريجي الثانوية العامة من دون تفرقة أو استثناء أو احتياج للدراسة في الخارج، تمامًا مثلما هو الحال بالنسبة لقدرة جامعاتنا بعد أن تفوقت في مضامير الجودة، وبعد حصولها على الاعتمادات الأكاديمية المهمة، أن تحتضن آلاف الطلبة الخريجين أيضًا من دول المنطقة، ناهيك عن تلك المنظومة الأكاديمية التي تضم أعلى المؤهلين علميًا، وأقدر الأساتذة عالميًا على الوفاء باحتياجات طلبتنا سواء كانت هذه الاحتياجات مرتبطة بالمناهج المحدثة أو تلك المتواكبة مع ثورة المعلوماتية وانسيابية آليات علوم المعرفة، أو حتى بالتناغم مع مقتضيات الفرص المتاحة بأسواق العمل المحلية.
نحن أمام مرحلة جديدة تتفهم فيها منظومة مجلس التعليم العالي ومؤسساته وجامعاته الفتية ما يسد الرمق وما يفيض عن الحاجات، وما يؤكد أن بوسطن الخليج لم تكن حلمًا بحرينيًا خالصًا وحسب، إنما هي حالة تعيشها بلادنا، وواقع يتناغم بجدارة مع طموحات أبنائنا، وكل عام وأنتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية