+A
A-

العامري: الجائحة جعلت الطالب أكثر انعزالا وأقل انخراطا في عملية التعليم والتعلم

قال مدير مدرسة الروابي الخاصة عبدالستار العامري “لا شك أن جائحة كورونا كان لها الأثر العميق على النظام التعليمي العالمي”، مشيرا إلى أن “الأنظمة التعليمية حاولت تجاوز التحديات التي فرضتها الجائحة بالتحول من التعليم النظامي بالمدارس إلى التعليم عن بعد”، مبينا أن بعض الأنظمة التي تمتلك بنية تحتية معلوماتية مناسبة من النجاح تمكنت من مواصلة عملية التعليم، وقدمت الأرقام والنسب التي تدعم ما أُطلق عليه “قصص نجاح التعلم عن بعد”، ولكن مستوى أداء الطالب بعد عودته إلى مقاعد الدراسة أثبت عكس ذلك.
وأضاف العامري “اليوم انخفضت حدّة الجائحة، غير أن الواقع الاعتيادي الجديد الذي خلفته الجائحة يحمل في طياته العديد من التحديات لعل أبرزها فجوة التعلم ومستوى أداء الطالب المتدني نتيجة عدم الانتظام بالمدارس لمدة عامين”، موضحا أن الطالب عاد إلى التعلّم الحضوري ولكن بعد أن خسر الكثير من المهارات والمعارف والمفاهيم، بالإضافة إلى اختلال التوازن النفسي والوجداني الذي خلفه الحجر الصحي. 
وأضاف “انعدمت معظم فرص التفاعل والتواصل الاجتماعي، ما أثر سلبا في شخصية الطالب وسلوكياته”، مشيرا إلى تدني قدرة الطالب على التواصل الفعال والتفاعل مع الآخر والجنوح إلى العنف في معظم الأحيان، مؤكدا أن كل ذلك أفقد الطالب ثقته في نفسه فأصبح أكثر انعزالا وأقل انخراطا في عملية التعليم والتعلم. 
وأردف “هكذا فنحن أمام مهمة مزدوجة ذات أولوية قصوى لرأب فجوات التعلم وتعزيز الصحة الاجتماعية والوجدانية للطالب في نفس الوقت، ولا يكون ذلك إلا من خلال خطط تدخّل فعالة لمعالجة هذه النقائص، على أن تكون هذه الخطط قابلة للقياس، لنتمكّن من تقييم نجاعتها وقياس مدى أثرها على أداء الطالب، حيث أصبح ذلك أكثر إلحاحًا”.
وقال العامري  “نحن نعلم أن نظام التقييم العادي المستند إلى الاختبارات والامتحانات ليس إلا عاملا من عوامل القلق والضغط النفسي بالنسبة إلى الطالب، ومن شأن ذلك أن يزيد من حالة القلق النفسي الذي تسببه الاختبارات، متسائلا مرة أخرى “كيف سيتم تقييم أداء الطالب وبالتالي جودة وفاعلية الدعم المقدم له؟”. 
وأوضح العامري أن الحل يكمن في مقاربة ما يسمى بـ “التعلم المرئي” الذي يقوم على تمكين الطالب من مهارة التقييم الذاتي باستخدام المعايير، وبالتالي حين يصبح التقييم الذاتي ممارسة يومية، تتكون لدى الطالب نظرة مختلفة إلى عملية التقييم وتتحول من عامل توتر إلى حافز للتطوير، وفي نفس الوقت يتمكن المعلم من رصد مستوى تعلم الطالب بشكل مستمر استنادا إلى بيانات حقيقية نابعة من الطالب نفسه. وفي مرحلة متقدمة قد يشارك الطالب في وضع معايير التقييم وينتقل إلى مرحلة تقييم أعمال زملائه.