العدد 4994
الجمعة 17 يونيو 2022
banner
“البلاد” حضانةُ الإبداع
الجمعة 17 يونيو 2022

لمْ ولن تكونَ هناك أبدا حواجزُ أمام الإبداع؛ لأن الإبداعَ الحقيقي أيا كان نوعُه مكتوبا أو مسموعا أو مرئيا لا يستسلمُ للعراقيل التي تقفُ في طريقه، والتي ربما تعوقُ خطواته، وتُعطل مسيرته، لكنها لا تستطيع أن تقتله، أو تحكمَ عليه بالإعدام.. وسببُ ذلك أن المبدع الحقيقي وليس المصطنع، هو من يتخذُ من الإخفاق دافعا للنجاح، ومن الفشل حافزا للتفوق، هو من يوقدُ في الظلام الحالك شمعة بدلا من أن يلعنَ الظلام!
والمتأملُ يجدُ أن معظم إن لم يكن كلُّ من يشارُ إليهم بالبنان في ميادين الفكر والثقافة والمعرفة، لم تكن طرقهم مفروشة بالورود، بل نحتوا في الصخر ليحفروا أسماءهم، ولعقوا الصبرَ ليصنعوا المجد، وتحملوا لسعَ النحل ليجنوا العسل، ولله درُ شوقي: “وما نيلُ المطالبِ بالتمني.. ولكن تؤخذُ الدنيا غلابا”. كثيرٌ - يا سادة - من المبدعين الذين ملأوا الدنيا وشغلوا الناس، لم يستسلموا للعوائق، أو يتركوا أنفسهم محلا للشفقة أو العطف، فلم يستسلم طه حسين لعلة العمى، بل نقش اسمه في سجلات الأدب الحديث بحروف من نور، وصار عميدا للأدب العربي، ومثله الشابي، لم يحُل تضخمُ عضلة القلب بينه وبين الإبداع، فانبرى ينشد الشعر، وفارق الحياة في سن صغيرة تاركا وراءه دواوين تُدرس، وأبياتا تُغني منها: “سأعيشُ رغم الداء والأعداء.. كالنسر فوق القمة الشمـاء، أرنو إلى الشمس المُضيئة هازئا.. بالسحب والأمطار والأنواء”، وعانى التيجاني يوسف بشير داء الصدر، والالتهابات المُتكررة، وعانى أمل دنقل ألمَ الفقر والحرمان، ثم ألمَ المرض، ورغم ذلك انتشر شعره ودوَّى في الآفاق.
في رحلة بحثي عن منبرٍ تنويري ذي ثقل لنشر أفكاري، وكتابة مقالاتي، اهتديت إلى صحيفة “البلاد” البحرينية، المتميزة إدارة وأقلاما، حاضنة الإبداع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .