+A
A-

مترشحون: استغلال الدين في الانتخابات لعبة مكشوفة

تعد مرحلة الدعاية الانتخابية من أهم مراحل الانتخابات، ففي هذه المرحلة يقع المرشحون تحت مجهر الناخبون ووسائل الإعلام، حيث يحاول كل مرشح ضمان ما يمكن ضمانه من أصوات عبر تحسين صورته في نظر الناس وجذب الناخبين واستعطافهم.
ومع اشتداد المنافسة الانتخابية قليلاً في الفترة الحالية، وظهور عدد من الوجوه التي أعلنت نيتها في الترشح للأنتخابات النيابية والبلدية في مملكة البحرين، إلا أن هنالك ظاهرة مسمومة تنتشر في الدوائر الانتخابية لبعض المرشحين وهي ظاهرة إبراز الجانب الديني للمرشح من قبل داعميه، أو توزيع المنشورات الدينية، أو توزيع المعونات الخيرية باسم المساعدة لغاية أخرى وهي “استغلال المحتاجين بأبسط حاجاتهم”.
أمر مخجل 
وفي ظل أجواء الفرحة بمناسبة اقتراب العرس الانتخابي، عبر عدد من المواطنين الذين أعلنوا نيتهم للترشح عن استيائهم من استغلال بعض المرشحين توجهاتهم الدينية، فقد أكد المرشح النيابي للدائرة الأولى في المحافظة الشمالية ياسر الموالي أن المجتمع البحريني دينه الإسلام وكافة المواطنين يمارسون كافة شعائرهم وما يؤمنون به بكل حرية، مشدداً على أن لجوء بعض المرشحين على إبراز توجهاتهم وميولهم الدينية بشكل فاضح خلال هذه الفترة؛ بهدف كسب الأصوات منهج غير محبب ولا يعكس الصورة المطلوبة التي ينبغي للمرشح أن يقدمها للناخب، معتبراً أن هذه الأساليب لم تعد تنطلي على الناخبين.واعتبر الموالي أن بدء البعض باستهداف ناخبيه بتوزيع المعونات والمساعدات الخيرية؛ بغية الحصول على التعاطف من الناس يعد امرأ مخجلاً، مبيناً أن المرشح يجب أن يقوم عمله على الإقناع بالبرنامج الانتخابي وأهدافه ومشاريعه التي سيعمل عليها بالإضافة إلى توعية الناس بالحقوق والواجبات؛ من أجل تحقيق الصالح العام بدلا من اللجوء إلى طرق ملتوية باسم المساعدات الخيرية.
وحول توزيع المنشورات الدينية من قبل بعض المرشحين يرى الموالي أن هذا الفعل ليس دعاية انتخابية مخالفة فقط، بل إساءة للمرشح والقيم المجتمعية عبر استغلال للدين لأهداف سياسية وهذا أمر محظور في القانون البحريني.
يصلي بالمسجد
أما المرشح النيابي للدائرة الثانية في المحافظة الشمالية حسين حمادة، فأوضح أن هنالك فئة من المرشحين أصبحت تستغل اسم الدين لزيادة حظوظها في الانتخابات، ومنهم من أصبح يصلي جميع الفروض في المسجد؛ من أجل إبراز جانبه الديني للناس مما يعد حراماً شرعاً وفيه رياء، فالأمور الدينية هي شيء بين المسلم وبين ربه، مطالباً زملاءه المرشحين بفصل الدين عن السياسة وبالتحديد عن الانتخابات. وأضاف حمادة أن المواطن إذا أراد المرشح، فإنه يريد أن يرى خلفيته السياسية وبرنامجه الانتخابي وأهداف حملته الانتخابية والملفات التي سوف يتبناها خلال وجوده في البرلمان، ولايريد أن يرى طريقة صلاته أو دينه، مؤكداً أن الأمور الدينية شيء والأمور الانتخابية شيء آخر.
اللعب المشكوف
ومن جانب آخر، أوضح المرشح النيابي عن الدائرة العاشرة في المحافظة الشمالية عبد الرحمن الجناحي أن لجوء بعض المرشحين إلى استخدام هذه الطريقة يعتمد على شخصية من سوف يدخل المعترك الانتخابي، مبينا أن جميع الأمور أصبحت واضحة للرأي العام خصوصاً وأن المجتمع أصبحت لديه الثقافة الكبيرة والكافية لمثل هذه الأمور، موضحاً أن برنامجه الانتخابي سيكتب بأصابع شبابية رغبة من شباب وأهالي الدائرة لدعمه في خوض الانتخابات لطرح الكثير من الملفات والمطالب.