العدد 4975
الأحد 29 مايو 2022
banner
مترشحون امتطوا صهوة الحصان الخشبي منذ الآن
الأحد 29 مايو 2022

كل الذين قرروا دخول الانتخابات النيابية والبلدية القادمة بينوا للمواطن أن بأيديهم السحر الأعظم والنجومية البعيدة والقوى الصامتة المخيفة لحل جميع مشاكل ومعاناة المواطنين، بل وبعضهم قال بثقة إنه سيضع التشريعات والقوانين اللازمة لأية مشكلة تطرأ على المجتمع، وستكون له اليد الطولى في تغيير حياة المواطن تغييرا أساسيا وعميقا في اتجاه آماله الواسعة، حيث إن ترشحه هو الطريق الوحيد لسعادة ورخاء المواطن.
القضية ليست مجرد استبدال ستارة بأخرى، والخروج إلى الناس بالخطابات والشعارات والأوهام والأحلام، ونصب الخيام بموائد مليئة بأنواع متعددة من الأطعمة والمشروبات والأحاديث التي لا تنتهي عن قضايا المواطن، بل القضية الأساسية هي وضع النقاط فوق الحروف المطلوبة تماما، وعدم التطلع إلى الثمرة قبل الشجرة بعجلة ولهفة.
من لا يملك ثقافة العمل البرلماني والبلدي على مختلف المستويات، عليه الابتعاد عن مضمار هذا العمل الوطني الكبير وأن يقبلها على نفسه بضمير وطني، ليس عيبا أن أكون تلميذا في المرحلة الابتدائية، على أن أكون مدرسا فاشلا لا يفقه أبجديات التدريس، لست وحدي من يرى هذا الرأي، فهناك آلاف غيري من المواطنين على اختلاف وزنهم ومكانتهم، والغريب هناك من يأخذنا في اتجاه درامي تغلب عليه صفة العقل الضائع، ونعني بعض البلديين الذين أثبتوا فشلهم بتفوق يطمحون في الترشح نيابيا بعد حصولهم على جائزة نوبل في القصص الخيالية.. عضو دائرتنا منزو بعيدا عن الأعين لأربع سنوات، واليوم يريد أن تُفرد له صفحات الجرائد والمجلات للتحدث كمرشح نيابي وفقيه، وكل من حوله عليه الجلوس في أماكن صغيرة هادئة.
من لا يستطيع أن يؤدي هذه الرسالة، فيجب ألا يمتطي صهوة الحصان الخشبي ويتملكه الغرور، فالعمل البرلماني أو البلدي ليس لهوا وكسب مال وألفاظا ومعاني وكتبا وخطابات، بل هو هم ثقيل، والأمانة الوطنية صلب العمل وعمود الرسالة، والإخلاص وإنكار الذات، ودخول أي شخص بدون ثقافة ونزاهة ستنعكس آثاره السلبية على المواطن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .