كانت رؤية البحرين دائمًا هي تزويد الشباب بالفرص التي تمكنهم من التغلب على تحدياتهم وتحقق أهدافهم. وأن جميع الشباب يستحقون فرصة لينمون صحياً واجتماعياً وأكاديمياً، وتعزيز مشاركتهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ومن أجل تحقيق هذه الرؤية، قامت المملكة بإنشاء العديد من مراكز تمكين الشباب، التي يقدر عددها حاليا بستة وثلاثين مركزاً شبابياً تستهدف برامجها الشباب من الجنسين.

لكن مع تقييم واقع هذه المراكز الحالي، نجد أن أغلبها معطله أو برامجها دون المستوى المطلوب نتيجة لمجموعة من العوامل، أهمها قلة الموارد المالية، وغالبية المراكز مقارها مستأجرة وتفتقر للمنشأة المناسبة. لكن من أهم هذه الأسباب وأكثرها تأثيراً هو عزوف الكوادر القيادية والعلمية من المشاركة في مجالس إدارات المراكز الشبابية أو دعم برامجها ما انعكس سلباً على عملها ومستوى برامجها.

من هنا، ندعو جميع الكوادر من ذوي الكفاءة، والقادرين على خدمة شباب منطقتهم أو مدينتهم المبادرة في الانضمام في عضوية المراكز الشبابية لأنهم أعلم باحتياجات وأولويات شباب منطقتهم. كما أدعو جميع المراكز الشبابية الى أنشاء مجالس استشارية من أولياء امور شباب المنطقة لمساعدة مجالس إدارات المراكز الشبابية، من خلال تقديم المشورة لهم وتوجيههم لتطوير البرامج المقدمة، وحصر احتياجات الشباب، ليتمكن المسؤولين من الحصول على فهم أفضل لأولويات الشباب ومساعدتهم في توجيه الأنشطة وتطويرها

أما مالياً، فيجب وضع استراتيجية استثمارية فعالة للمراكز الشبابية التي لا تتعدا ميزانيتها السنوية 2500 دينار، من خلال إمكانية توظيف المراكز الشبابية كحاضنات أعمال لدعم مشاريع الشباب الناشئة، مع تقديم التدريب العملي لأصحاب المشاريع من خلال ورش العمل وتسهيل الوصول إلى شبكة الموارد والشركات الاستراتيجية، بالتعاون مع مؤسسة تمكين مما يدعم ميزانية هذه المراكز ويرتقي بدورها في خدمة الشباب.