تحسين أوضاع النزلاء بمراكز الإصلاح والتأهيل
السفير الياباني لـ“البلاد”: تجربة البحرين رائدة في العقوبات البديلة والسجون المفتوحة
19 شركة يابانية في المملكة يقودها 150 مواطنًا يابانيًّا
اليابان مستمرة في تعزيز أمن واستقرار المنطقة
قدمنا 35 منحة دراسية لبحرينيين
ندرس إقامة فعاليات ثقافية بالمنامة هذا الخريف
جهود البحرين في مكافحة الجائحة رائعة
جهود جبارة لحكومة البحرين في الحفاظ على الأمن البحري وحرية الملاحة
أشاد السفير الياباني مياموتو ماسايوكي بتبني مملكة البحرين لعدد من التدابير الحديثة التي تضمن تحسين وضع النزلاء في مراكز الإصلاح والتأهيل لاسيما نظام العقوبات البديلة والسجون المفتوحة، حيث طبقت نظام العقوبات البديلة على عدد من النزلاء من أجل إعادة دمجهم في مجتمعهم.
وأوضح ماسايوكي في حوار مع “البلاد” أنه “بمناسبة الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ندرس حاليًّا إقامة بعض الفعاليات الثقافية في المنامة في خريف هذا العام بما فيها النسخة الثانية من معرض الأفلام اليابانية”.
وأشار إلى وجود 19 شركة يابانية في البحرين، يشرف عليها 150 مواطنًا يابانيًّا، لافتًا إلى تقديم اليابان لـ(35) منحة دراسية لبحرينيين، منهم 8 يدرسون باليابان. وفيما يلي نص الحوار:
كيف تقيِّمون المستوى الذي وصلت إليه علاقات الصداقة البحرينية اليابانية؟
تحتفل اليابان ومملكة البحرين بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما هذا العام، إلا أن العلاقات تعود إلى مطلع القرن الماضي أي قبل مائة سنة تقريبًا عندما بدأت بعض الشركات اليابانية تتعامل مع رجال أعمال بحرينيين.
ومنذ ذلك الحين شهدت علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين تطورًا مطردًا على مختلف الأصعدة لا سيما في تطور العلاقات بين العائلة الحاكمة في البحرين والأسرة الإمبراطورية اليابانية، والعلاقات الوطيدة بين الحكومتين والبرلمانين في البلدين الصديقين، والعلاقة بين الشعبين في مجالات الأعمال والعلوم والتكنولوجيا والمجالات الثقافية والرياضية وغيرها. وأصبحت البحرين شريكًا مهمًا لا تستغني اليابان عنه في هذه المنطقة.
كما يسعدني أن ألاحظ أن الشعب البحريني يكن مشاعر ودية تجاه اليابان وشعبه ويحظى بمعرفة وخبرات واسعة عن اليابان واليابانيين.
وبما أن اليابان والبحرين كلاهما بلدان جزريان ذوا تاريخ عريق وتتشارك شخصيتيهما في بعض الملامح المشتركة المتمثلة في احترام التعايش السلمي وروح التسامح والحرص على أخلاقيات العمل كالالتزام بالوقت والوعود، فمن المتوقع أن تتعزز وتتوسع علاقات الصداقة بينهما بصورة متزايدة.
كيف تنظرون لمسيرة العمل الديمقراطي في مملكة البحرين؟
نقدر خطوات مملكة البحرين في تقدمها بثبات نحو ترسيخ ديمقراطيتها مع الحفاظ على تقاليدها وعاداتها العريقة وذلك من خلال تنشيط أدوار مؤسساتها الدستورية المتمثلة في مجلسي النواب والشورى والتواصل المستمر بين القيادة ومكونات الشعب بمختلف أطيافه والحرص الدائم على حقوق الإنسان وسلامة حياة الناس وممتلكاتهم.
وبهذا الخصوص، يسعدني أن أشيد بتبني مملكة البحرين لعدد من التدابير الحديثة التي تضمن تحسين وضع النزلاء في مراكز الإصلاح والتأهيل لاسيما نظام العقوبات البديلة والسجون المفتوحة، حيث طبقت نظام العقوبات البديلة على عدد من النزلاء من أجل إعادة دمجهم في مجتمعهم.
هل هناك مشاريع ثقافية بحرينية يابانية قادمة في الطريق؟
بمناسبة الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ندرس حاليًا إقامة بعض الفعاليات الثقافية في المنامة في خريف هذا العام بما فيها النسخة الثانية من معرض الأفلام اليابانية.
كم يبلغ التبادل التجاري بين البلدين؟ وهل هو بمستوى الطموح؟
بلغ إجمالي حجم التجارة بين البلدين 1.6 مليار دولار تقريبًا في العام 2021 واقترب إلى مستوى ما قبل الجائحة الذي بلغ ملياري دولار، وآمل أن يزداد حجم التبادل التجاري بين البلدين.
كم عدد الشركات التجارية والصناعية اليابانية العاملة في البحرين؟ وما أهم مجالاتها؟
بلغ عدد الشركات اليابانية في البحرين 19 شركة في العام 2021. تعمل تلك الشركات في عدة مجالات تشمل النفط والبتروكيماويات والألومنيوم والحديد والصلب وتوريد الكهرباء وتحلية المياه والمركبات والآلات.
ما أبرز الشركات اليابانية الموجودة في البحرين؟
يوجد شركات يابانية بارزة عدة تعمل في قطاعات مختلفة كشركة JGC في قطاع البناء وشركتي Yokogawa وYamato Kogyo في قطاع التصنيع وشركتي Sumitomo وMitsui في قطاع التجارة وToyota في قطاع الخدمات وMizuho وDaiwa وMitsui- Sumitomo وMitsubishi UFJ في القطاع المالي وFuji Electric في قطاع الطاقة وغيرها.
كم يبلغ عدد أبناء الجالية اليابانية في البحرين؟ وما أهم الوظائف التي يشغلونها؟
بلغ عددهم ما يقرب 150 نسمة في بداية هذا العام ويشغلون وظائف مهنية وإدارية عليا في عدد من الشركات اليابانية.
ما الدور الذي تمارسه اليابان لتعزيز الأمن في المنطقة ولنزع فتيل الأزمات بها؟
تتمتع منطقة الشرق الأوسط بأهمية خاصة سياسيًا واقتصاديًا نظرًا لموقعها الجيوسياسي الحساس وتاريخها العريق وثروتها الباطنية الغنية وسوقها الكبير، فالحفاظ على أمن واستقرار هذه المنطقة يعد من أهم العناصر لضمان أمن وسلامة ورفاهية العالم أجمع.
فمنذ عقود واليابان تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع كل دول المنطقة والمساهمة في الحفاظ على السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية فيها من خلال المساعي الدبلوماسية والتعاون الاقتصادي والفني، فضلًا عن المشاركة في عمليات حفظ السلام. وعلى سبيل المثال، قامت اليابان في الثمانينات بدبلوماسية مكوكية بين العراق وإيران في محاولة لإيقاف الحرب بينهما.
كما أن اليابان تواصل جهودها الحثيثة لدعم مساعي السلام بين دولة إسرائيل والسلطة الفلسطينية من خلال تشجيع الحوار بين الطرفين وتقديم المساعدات الاقتصادية والإنسانية للشعب الفلسطيني.
أما لمواجهة أزمة الخليج وحربها في العامين 90 و91، فقد ساهمت في تحرير الكويت من خلال دعم مالي ضخم وإرسال كاسحات ألغام إلى الخليج.
كما قامت بعد الحرب العراقية في العام 2003 بإرسال 500 فرد من قوات الدفاع الذاتي الياباني مع الفريق الدبلوماسي إلى جنوب العراق لإعادة تأهيل المنطقة بما فيها تحسين البنى التحتية ورفع مستوى الخدمات الاجتماعية.
وتعتزم اليابان مواصلة جهودها للمساهمة في أمن واستقرار المنطقة من خلال توظيف علاقاتها الحسنة مع كل دول المنطقة وخبراتها الثرية في التعاون الاقتصادي معها.
كيف تقيِّمون جهود مملكة البحرين الطبية في مواجهة جائحة كورونا؟ وهل هناك تعاون بين البلدين بهذا المجال؟
لقد كانت ومازالت جهود البحرين في مكافحة جائحة كورونا رائعة ومحل إعجاب وتقدير على المستوى الدولي، فقد اتخذت حكومة مملكة البحرين بتوجيهات من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم وبقيادة ولي العهد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، تدابير وقائية تأتي في مقدمتها بدء حملة التطعيم الوطنية بصورة مبكرة مع سياستها غير التمييزية بين المواطنين والمقيمين وإجراء الفحوصات على نطاق واسع وتشغيل وحدات العناية المركزة وإطلاق تطبيق “مجتمع واعي”.
وأنا وزوجتي من المستفيدين من الخدمات البحرينية المتقدمة حيث حصلنا على ثلاث جرعات من التطعيم هنا في المنامة بسرعة كبيرة ويسر.
كم عدد السواح البحرينيين الذين زاروا اليابان في الآونة الأخيرة؟ وما أبرز اهتماماتهم هناك؟
قبل جائحة كورونا، ازداد عدد التأشيرات السياحية الصادرة للمواطنين البحرينيين ازديادًا مطردًا حيث بلغ عددها 353 في العام 2017 و380 في العام 2018 و455 في العام 2019.
وحسب علمي فإن المواطنين كوّنوا انطباعات وخبرات طيبة عن اليابان واليابانيين واستمتعوا بجمال طبيعة اليابان وتراثه التاريخي والثقافي وسعدوا بالاختلاط مع عامة الناس في كل أنحاء اليابان.
كم عدد الطلاب البحرينيين الدارسين في اليابان؟ وما أبرز تخصصاتهم؟
حصل 35 طالبًا بحرينيًا على منح دراسية في اليابان مقدمة من الحكومة اليابانية و8 منهم يدرسون حاليًا في اليابان. وتشمل تخصصاتهم الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والحاسوب وعلم الاقتصاد وغيرها.
كيف تنظرون للتعاون البحريني الياباني في تعزيز الأمن الخليجي والإقليمي خصوصًا أمن الملاحة والسفن والممرات المائية؟
نظرًا إلى أهمية أمن الخليج وسلامته لليابان وللعالم أجمع تقدر اليابان الجهود الجبارة التي تبذلها حكومة مملكة البحرين للحفاظ على الأمن البحري وحرية الملاحة داخل الخليج وخارجه فنفتخر بأن قوات الدفاع الذاتي اليابانية تشارك في مختلف العمليات بصفتها عضوًا في قوات الواجب المشتركة (CTF151) بالتعاون الوثيق مع مملكة البحرين والدول الأخرى ذات الصلة.
يذكر أن اليابان من دعاة مبدأ “حرية وانفتاح منطقة المحيطين الهندي والهادي” للتعبير عن أهمية الأمن البحري وحرية الملاحة من أجل السلام والرفاهية للعالم ونعتقد أن هذا المبدأ ينسجم مع مبادئ البحرين وسياستها، فنأمل أن تعزز اليابان والبحرين تعاونهما في هذا المجال.
