+A
A-

قريبا.. اختفاء أجهزة الملاحة في المركبات!

تظهر أهمية أجهزة الملاحة في المركبات أو تطبيقات الملاحة على الهواتف الذكية عند التنقل في المدن الكبيرة، حيث تظهر التكدسات المرورية الخانقة.

كما أنها تمثل فائدة كبيرة لهواة التخييم وسط الطبيعة والسفر بالكارافان، لما توفره من إرشادات عند عبور الجسور واجتياز الأنفاق أو المرور بالمناطق المحظورة داخل المدن.

ويرى فون هولغر إبين، المتخصص في مجلة أوتو تسايتونع الألمانية، أن تجنب التكدسات المرورية والعقبات الأخرى أثناء السير سيكون مفيدا أكثر من خلال الاعتماد على أجهزة الملاحة الجيدة.

ولكن يُشترط أن تعمل أجهزة الملاحة بواسطة بيانات المرور في الوقت الفعلي، لأنه بهذه الطريقة فقط يتمكن نظام الملاحة من اقتراح خط سير بديل مناسب في الوقت المناسب، غير أن هذه الوظيفة لا تتوافر في معظم أجهزة الملاحة القديمة، سواء كانت مركبة بشكل دائم في السيارة أم لا.

ونسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى إبين قوله إن “أجهزة الملاحة الإضافية التقليدية والتي يتم تثبيتها على الزجاج الأمامي للسيارة، لم تعد لها أهمية كبيرة بالنسبة لسيارات الركوب”.

وعلل ذلك بأنه غالبا ما تكون قاعدة البيانات بهذه الأجهزة قديمة، وإذا رغب المستخدم في تحديثها فإنه يتعين عليه توصيلها بالكمبيوتر.

ويبدو استعمال تطبيقات الملاحة بالهاتف الذكي أكثر سهولة من أجهزة الملاحة، التي يتم تثبيتها على الزجاج الأمامي بالسيارات.

وإذا كان بإمكان المستخدم توصيل الهاتف الجوال بنظام المعلومات والترفيه بالسيارة، فإنه سيتمكن من إظهار الخرائط والتعليمات بشكل مريح على الشاشة الكبيرة الموجودة في الكونسول الأوسط بالسيارة.

وعلى الرغم من أن تطبيقات الملاحة على الهواتف الذكية توفر الكثير من الوظائف المفيدة، إلا أن هناك بعض القيود عند استعمال هذه الحلول.

ويوضح غيريت رايشيل، الخبير في نادي السيارات والمرور “أي.سي.في”، هذه القيود بقوله “تمتاز وظيفة الملاحة في نظام أبل كار بلاي أو غوغل أندرويد أوتور، بأنها أكثر تحديثا وأسرع من أنظمة الملاحة المثبتة في السيارات والمعتمدة على الخرائط”.

لكنه أشار إلى أن التحكم الصوتي عن طريق تطبيق المساعد الصوتي أبل سيري، لا يعمل من دون أزرار الاستعمال في السيارة، علاوة على أنه قد يحدث قطع لعملية الإرشاد الملاحي مع ورود مكالمة هاتفية في نفس اللحظة، التي تقترب من تقاطع كبير في الطريق.

كما يضطر المستخدم عاجلا أم آجلا إلى توصيل الهاتف الذكي بمصدر للتيار الكهربائي في السيارة، لأن وظيفة التوجه الملاحي عبر الهاتف الذكي تستهلك قدرا كبيرا من الطاقة الكهربائية.

ولكن عندما يتعلق الأمر ببعض الاستخدامات الخاصة، فإنه يمكن الاستعانة بأجهزة الملاحة الخاصة، التي يتم تثبيتها على الزجاج الأمامي بالسيارة، مثل سيارات التخييم.

ويقول مارك دريكماير، من رابطة صناعة سيارات الكارافان، “إن مع أجهزة الملاحة المخصصة لسيارات الكارافان أو مركبات التخييم، يتم إدخال بيانات السيارة مثل الارتفاع والعرض والطول، وبعد ذلك يقوم النظام بتوجيه قائد السيارة في الطرقات التي تفي بهذه الاشتراطات”.

وبهذه الطريقة يتجنب قائد السيارة التعرض لمفاجآت غير سارة عند السير في طرقات مدن لا يعرفها. ومع ذلك تعتبر المعلومات الإضافية بمثابة ميزة أخرى توفرها أجهزة الملاحة الخاصة.

ويؤكد مارك دريكماير أن أنظمة الملاحة الخاصة تشتمل على نقاط الاهتمام الخاصة بسيارات الكارافان مثل مواقف السيارات الكبيرة على جانب الطريق ومواقع التخييم، ومع ذلك تفتقر هذه الأنظمة غالبا إلى البيانات في الوقت الفعلي مثل حالة موقف السيارات في الوقت الحالي.

وبينما تقوم الشركات بتجهيز سيارات الكارافان الجديدة بأجهزة ملاحة حديثة من قبل المصنع، فإن أجهزة الملاحة الإضافية تمثل فائدة حقيقية لسيارات الكارافان القديمة، وخاصة إذا كانت توفر المزيد من الوظائف الإضافية.

وقال دريكماير “تتوافر حاليا أجهزة ملاحة يمكن توصيلها بكاميرا الرؤية الخلفية، حتى يتمكن قائد السيارة من استعمال شاشة هذه الأجهزة عند الرجوع إلى الخلف، حيث يتراوح حجم الشاشة من 5 إلى 7 بوصات”.

وتشتمل بعض الموديلات أيضا على مستقبل دي.في.بي-تي مدمج، وبالتالي فإنه يمكن استعمالها كأجهزة تلفاز. ولا تقتصر وظائف الملاحة الخاصة على هواة التخييم فحسب، بل إنها تفيد عشاق القيادة في الأراضي الوعرة أيضا.

ويقول إبين “إن إلى جانب شبكة الطرق الممهدة العادية توفر بعض الشركات أيضا بيانات ملاحية لبعض الطرق غير الممهدة، وتبعا لحجم ووزن السيارة يمكن اختيار مسار معين والتوجه الملاحي خلاله”.

وتعمل هذه النوعية من أجهزة الملاحة بواسطة صور الأقمار الصناعية وملفات تعريف الارتفاع. ويمكن لأصحاب سيارات الركوب العادية ترقيتها بوظائف خاصة من خلال تركيب أجهزة ملاحة إضافية.

ويشير إبين إلى أن بعض أجهزة الملاحة، التي يمكن تركيبها في السيارات بشكل لاحق، تأتي مزودة بكاميرا أمامية، وهو ما يوفر للمستخدم وظائف إضافية أخرى مثل كاميرا داشكام أو نظام تحذير مسافة الأمان أو مساعد الحفاظ على المسار.

ورغم أن حلول الملاحة لا يمكنها منافسة الأنظمة المساعدة المركبة في السيارات من قبل المصنع، لكنها توفر قيمة مضافة حقيقية للسيارات، التي تفتقر إلى هذه الوظائف.

وتتناسب أجهزة الملاحة من دون وظائف إضافية مع السيارات القديمة بشكل خاص، ولكن يجب أن تعمل هذه الأجهزة عن طريق بيانات المرور في الوقت الفعلي. وفضلا عن ذلك يجب على أي شخص التفكير في التكاليف عند البحث عن الحل الأفضل لتجهيز سيارته بجهاز الملاحة، سواء كان هذا الجهاز مزودا بوظائف إضافية أو جهاز ملاحة مدمجا أو هاتفا ذكيا أو جهازا إضافيا.

وإذا تمت ترقية السيارة بواسطة جهاز ملاحة مدمج، فإنه سيحتاج إلى تحديث الخرائط مقابل تكلفة إضافية، وإذا لم يعمل جهاز الملاحة عن طريق بيانات المرور في الوقت الفعلي، فإن المستخدم سيفقد الكثير من الوظائف الهامة.

وعلى الجانب الآخر تتوافر حلول الهواتف الذكية بشكل مجاني في أغلب الأحيان، وتوفر بيانات مرور مباشرة. وعند استعمال تطبيقات الملاحة المخصصة للهواتف الذكية بواسطة كمبيوتر لوحي، فعندئذ يمكن التغلب على عيب الشاشة الصغيرة للهواتف الذكية، ولكن في هذه الحالة يجب شراء حامل للهاتف الذكي وحامل آخر للكمبيوتر اللوحي لكي يتم استعماله في السيارة.