+A
A-

جريمة تدمي القلوب... ذئب بشري يفترس ابنتيه

بشر محرومون من العيال، وآخرون بالنعمة يكفرون، حادثة تهز القلوب بكل المعايير، أب برفقة زوجته وبناته الاثنتين جاءوا طلبا للرزق في مملكة البحرين، وسرعان ما تبدلت الأحوال، حيث رأى الأب أن أنوثة بناته تتفجر أمامه، فلم يستطع الصبر على ذلك، فوسوس له الشيطان ليغدر بهما. بينما لا زالت الفتاتان في سن الطفولة وإحداهما لم تتجاوز من العمر 11 عاما، حيث قام الأب بسحق ضميره أولا ثم تابع وسحق بناته، وكان الأب الذي لا يستحق تلك الصفة قد فتن بابنتيه وهو يراهما بأنوثتهما ذهابا وإيابا، فقام بلفت انتباه رفيقه وصديقه وغرس فيه سم نظرته الدنيئة حتى أصبح الأب والصديق يتشاطران النظرات ليكونا رفيقين في النزوة الشيطانية أيضا، حتى جرى ذلك الاتفاق المسموم بينهم على أن يقوم الرفيق بممارسة الرذيلة مع الفتاة البكر مقابل توفير احتياجات الأسرة والإنفاق عليها والتي فرت إلى البحرين هربا من الفقر المدقع.
بدأت الحكاية بين العامين 2020 و2021، إذ لم يكتف الصديق بما فعل، فقام بالمتاجرة بالفتاة البكر وعرضها على آخرين بقصد الاستغلال الجنسي، ثم قام بتوظيفها من خلال أحد معارفه في إحدى الملاهي الليلية ضاربا بذلك كل القيم الإنسانية بعرض الحائط مستغلا فقرها وبراءتها، فعملت في تقديم وتوزيع المشروبات الكحولية على مرتادي تلك المناطق الموبوءة.
هي بنت 16 عاما ولم يخطر ببالها ما ينتظرها من وحوش يغتالون وداعتها وينهشون في لحمها حتى أجبروا الفتاة على السماح لهم بتحسس مناطق العفة في جسدها، ومواقعتها بمقابل مادي يتحصل عليه ذلك الرفيق.
لقد جاء دور الفتاة الأخرى، وساقها حظها العاثر نحو رفيق الأب الذي ظل يراقبها وهي تنضج أمامه، فأصر عليها حتى سنحت له الفرصة لممارسة الرذيلة معها مستغلا براءتها ثم قام متجردا من المثل الإنسانية والأخلاقية بتصويرها وهي عارية وتهديدها بالصور إن هي تحدثت مع أحد عن ذلك، حتى لا يتم افتضاح أمره.
 وبدأت الحكاية تتخطى الحدود وتتسع دائرة شياطين الأنس مع الفتاتين، وأصبحتا فتاتين ذات علاقات جنسية متعددة رغم صغر سنهما، بينما كان أبوهما يجمع الأموال من جهة ومن جهة أخرى يقوم برفع بلاغات في مراكز الشرطة إذا تسبب أحدهم في حمل أي بنت، ويتم مساومته مقابل مبالغ مالية وإذا لم يدفع ذلك الرجل يواصل الأب إجراءاته الرسمية مع السلطات المختصة في الشكوى عليه.
بعدما تكررت البلاغات وادعاءات الأب بتعرض ابنتيه للاعتداءات الجنسية في أكثر من مركز الشرطة وقدم حوالي 4 بلاغات، ما أثار شكوك مركز الشرطة، وتحول الأمر لضابط البحث والتحري بإدارة مكافحة الاتجار بالبشر وحماية الآداب العامة بالإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية، تم نصب كمين إلى الأب عن طريق المصادر السرية واكتشفت الإدارة أن الأب هو من يدير العملية ويستغل ابنتيه، واتهم بالاتجار بالبشر واعترف على المتهم الثاني.
جهود كبيرة بذلتها إدارة مكافحة الاتجار بالبشر من أجل إظهار الحقيقة، إذ تم استدعاء 4 متهمين والتحقيق معهم ومعاينة الأماكن التي حدثت فيها الجريمة البشعة، حيث ذكرت الفتاة البكر في التحقيقات أن المتهم الثاني (صديق الأب) يقوم بالإنفاق على أسرتها حتى تعرفت على المتهم الرابع ونشأت بينهما علاقة عاطفية ومارست الرذيلة معه أكثر من مرة حتى حملت منه، فقام المتهم الثاني بتحرير عقد بينه وبين المتهم الرابع تفيد بتعهده بالزواج منها حال بلوغها سن 18 وإلا عليه أن يدفع للمتهم الثاني مبلغا وقدره 2500 دينار.
بينما أدلت المجني عليها الثانية (الفتاة الصغيرة) بأقوالها وأشارت إلى أن المتهم الأول (الأب) دفعها للزواج من المتهم الثاني دون رضاها وأنها عاشرت المتهم الثالث والرابع دون رضاها وتم إحالة المتهمين إلى المحكمة وحصلوا على أحكام تتراوح بين 10 و15 عاما.
وفي هذا الصدد، قالت المحامية ايمان العصار إنها قامت بالاستئناف لصالح المتهم الثالث لأنه لم يكن يدير الأمر ولم تكن له علاقة نحو دفع الفتيات إلى ذلك الطريق بعكس الأب وصديقه والمتهم الرابع الذي قام بإنبات جنين في أحشاء الفتاة البكر.
وأوضحت العصار أن الحكم الذي صدر على الأب السجن 5 سنوات بينما صدر على المتهم الثاني (صديق الأب) حكم 7 سنوات والمتهم الثالث سنة واحدة والمتهم الرابع 5 سنوات.