قبل أيام قليلة تم إبرام اتفاقية بين الحكومة البريطانية برئاسة بوريس جونسون وبين حكومة رواندا في شرق أفريقيا، وبموجب هذه الاتفاقية تقوم بريطانيا بترحيل المهاجرين الذين يأتون إليها عن طريق البحر إلى رواندا التي ستستقبلهم ليعيشوا على أراضيها مقابل مبلغ ١٢٠ مليون دولار، مع تحمل بريطانيا تكلفة نقلهم في هذه الرحلة التي ستتم في اتجاه واحد، وكذلك تكلفة معيشتهم خلال فترة قصيرة من وصولهم رواندا.
هذا الاتفاق يحمل في طياته الكثير من العنصرية في دولة تعتبر نفسها قلعة من قلاع حقوق الإنسان في العالم، ويبين أن العقلية الاستعمارية لا تزال موجودة.
فكما تقوم الدول الكبرى بدفن نفاياتها الضارة في أفريقيا، فلا بأس لديها من أن تقوم بالتخلص من المهاجرين بدفنهم في دولة أفريقية بحاجة إلى المال، صحيح أن الهجرة غير الشرعية مشكلة تحتاج إلى حل، لكن ليس بهذا الشكل.
رئيس الوزراء البريطاني الذي يعاني من انهيار شعبيته جراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وجراء مشكلات أخرى، أراد أن يدعم نفسه في الانتخابات القادمة بالعنصريين الكارهين للأجانب، فقام بعمل هذه الاتفاقية التي تنسف شعارات حقوق الإنسان المرفوعة في بريطانيا العظمى وفي غيرها.
ماذا ستفعل حكومة جونسون تجاه المئات أو الآلاف من الأفارقة الذين وصلوا للتو للشواطئ البريطانية، ممن يقولون إنهم سيقومون بقتل أنفسهم قبل أن يتم شحنهم عنوة على الطائرات التي ستأخذهم في رحلة بلا عودة؟.