العدد 4938
الجمعة 22 أبريل 2022
banner
الإساءة إلى القرآن الكريم وصورة النفاق الغربي
الجمعة 22 أبريل 2022

ليست المرة الأولى التي يتجنى فيها مرضى الغرب على القرآن الكريم كما فعل المتطرف راسموس باولودان وجماعته في السويد، ما أنتج إدانات واستنكارات شديدة من جميع الدول العربية والإسلامية، ولن تكون الأخيرة بطبيعة الحال، فقد تجنى اللورد كرومر بعد رحيله عن مصر في كتاب بعنوان “مصر الحديثة” - ويقع في جزأين - على الإسلام باعتباره كما يدعي من أسباب تخلف مصر والشرق، وتصدى له العديد من الكتاب، ومن أهم الكتب التي نشرت للرد على مزاعمه ما كتبه مصطفى الغلايني في كتابه “الإسلام روح المدنية”، وفي هذا الكتاب كما في غيره من أقوال الغربيين الذين أنصفوا الإسلام، مثال ذلك قول إسحاق تيلر، ومن خطبه له كما كتب محمد كيلاني في أحد أعداد مجلة الهلال منتصف الثمانينات: “ولا يتعلق بغرضنا الآن بيان كيفية انتشار الدين الإسلامي في بداية أمره، لكن علينا أن نبين حالته في ثباته ودوامه وأخذه بقلوب المتمسكين به”.
ويقول آخر ويدعى كارليل: “إن القرآن لا ريب فيه، وإن الإحساسات الصادقة الشريفة والنيات الكريمة تظهر لي فضل القرآن، الفضل الذي هو أول وآخر فضل وجد في كتاب نتجت عنه الفضائل على اختلافها، لا بل هو الكتاب الذي يقال عنه في الختام – وبه فليتنافس المتنافسون – لكثرة ما فيه من الفضائل المتعددة”.
نحن على يقين تام بأن المتطرف راسموس وجماعته، لو كانت عقولهم الجوفاء الصغيرة تدرك وتعرف ما هو مكتوب في القرآن الكريم، لما أقدموا على فعلتهم المشينة، لأنهم باختصار يعيشون كالبهائم، بل إن البهائم أرفع منهم لأنها تسبح باسم الله تعالى “وإن من شيء إلا يسبح بحمده”.
ما يسترعي الانتباه صورة النفاق الغربي، إذ إن الكثير من الدول لا تعاقب من يسيء ويمس الأديان، كالسويد، وفرنسا، والدانمارك، وغيرها، بينما لن تجد أية دولة عربية أو إسلامية سبق وأن قام مواطنوها بالإساءة إلى أي دين أو معتقد أو طائفة، فالغرب عموما معروف بالتعصب الديني على مر التاريخ، مرة في شكل الحروب الصليبية، ومرة أخرى في شكل الاستعمار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية