+A
A-

لليوم الرابع... اقتحامات وانتهاكات واسعة للمسجد الأقصى

اقتحمت قوات الشرطة الإسرائيلية، أمس (الأربعاء)، ساحات المسجد الأقصى، تمهيداً لاقتحامات المستوطنين الجماعية، التي دعت لها “جماعات الهيكل” لساحات الحرم القدسي، لمناسبة عيد الفصح. وانتشرت الشرطة في ساحات الحرم القدسي، وشرعت بإبعاد المصلين والمعتكفين عن مسار اقتحامات المستوطنين لساحات الحرم، كما حاصرت المصلين في مصليات الأقصى بعد إغلاقها، ومنعتهم من التواجد في منطقتي المصلى القبلي وقبة الصخرة.
واقتحم المستوطنون المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوساً تلمودية في ساحاته، تحت حماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية.
وتواصل الشرطة التضييق على الفلسطينيين، ونصبت الحواجز داخل القدس القديمة وعند الطرقات المؤدية إلى أبواب الأقصى، ومنعت الكثير من المواطنين، خاصة الشباب من الدخول للأقصى لأداء صلاة الفجر.
وكانت “منظمات الهيكل” قد دعت إلى تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى لمناسبة عيد الفصح اليهودي، الذي بدأ صباح الجمعة الماضي ويستمر حتى اليوم الخميس.
يذكر أن جماعات اليمين المتطرف أعلنت عن تنظيم “مسيرة الأعلام” حول أسوار البلدة القديمة وداخل القدس القديمة.
وفي سياق آخر، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيغاي أدرعي أن قوات الأمن اعتقلت مطلوبين فلسطينيين في الضفة الغربية، شملت مخيم بلاطة ومدينة بيت لحم وقزيتي قبيا وسعير.
وقال المتحدث إنه تم اعتقال خمسة مطلوبين يشتبه بضلوعهم بنشاطات “إرهابية”، وتم نقل المشتبه بهم لتحقيق قوات الأمن.
“فصل عنصري”
وصفت منظمة العفو الدولية إسرائيل بأنها دولة “فصل عنصري”، مشيرة إلى أن أعمال القتل والتعذيب التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم “جريمة ضد الإنسانية”.
وقالت المنظمة عبر “تويتر” إن “نظام الفصل العنصري ليس مجرد جزء من الماضي، فهو واقع يعيشه ملايين الفلسطينيين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، ويستمر حتى يومنا هذا”.
وأشارت إلى أنها “تراقب التقارير حول القتل غير المشروع، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب، والعقاب الجماعي”. وتابعت: “نظام الفصل العنصري هو اعتبار حياة مجموعة أهم من حياة مجموعة أخرى، وتبقي إسرائيل على نظام الفصل العنصري من خلال أعمال القتل، والتعذيب بحق الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم الأساسية. إنها جريمة ضد الإنسانية، ويجب أن تنتهي”.
قلق أممي
أعربت الأمم المتحدة، عن قلقها البالغ بشأن مسار الأحداث التي وقعت خلال الأسبوعين الماضيين في القدس والضفة الغربية بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية.
وأشار منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، إلى التوترات المتصاعدة التي شهدتها القدس، مشيدا بالاتصالات الوثيقة بين الأمم المتحدة وجميع الأطراف المعنية، لتهدئة الوضع، والتي وصفها بـ”البناءة”.
وأضاف: “في هذه اللحظة الحاسمة، وفيما لا تزال التوترات شديدة، ولا تزال تنتظرنا بعض أيام صعبة، ينبغي تشجيع جميع الجهود الرامية إلى خفض التوترات، كما ينبغي رفض الاستفزازات ونشر المعلومات المضللة والتحريض على العنف رفضا قاطعا”. ودعا المسؤول الأممي القادة من جميع الأطراف إلى تحمل مسؤولياتهم للحد من التوترات، وتهيئة ظروف مواتية للهدوء وضمان حماية الوضع القائم في الأماكن المقدسة.
وفد للتهدئة
كشف موقع “والا” العبري نقلا عن مصدرين مطلعين أن وفدا لمسؤولين أميركيين سيزور هذا الأسبوع إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر والأردن، في محاولة لتهدئة الأزمة حول الحرم القدسي الشريف.
وفي تقريره، أفاد موقع “والا” بأن “الوفد يضم مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ياعيل لامبارت، والمسؤول عن الملف الفلسطيني في وزارة الخارجية الأمريكية، هادي عمرو”.