المباريات الاستعراضية التي تحمل اسم رواد الثقافة والأدب التي تنظمها بعض الأندية الرياضية، وإن اقتصرت على مدة زمنية معينة، إلا أنها فرصة لتعريف أبناء الجيل الجديد بأولئك الرواد وقادة الفكر الإبداعي، وعندما طلبت من نادي مدينة عيسى تنظيم مباراة استعراضية للفنانين على كأس الوالد الأديب والصحافي الراحل محمد الماجد على هامش بطولة وسداسيات المرحوم يوسف شويطر، والتي شاركت فيها الجمعيات والمجالس الرمضانية، لم يكن هدفي مجرد مباراة وتمضية أوقات للمرح مع إخواني الفنانين، إنما كان هدفي أبعد من ذلك، ولله الحمد تحقق.

فبينما كنا في مرحلة الإحماء للمباراة الاستعراضية سمعت أحد الشباب المشاركين في السداسيات يقول لزملائه.. “من ذي محمد الماجد اللي مسوين الكاس باسمه”.. شعرت حينها أن الدماء الدافئة تدفقت في عروق وشرايين الماجد وكان يلهث في تربته ليرد على الشاب ويعرف نفسه، اقتربت من الشاب وأجبته مع زملائه.. محمد الماجد والدي، وكان أديبا وصحافيا مشهورا في البحرين وأحد مؤسسي اللجنة الثقافية بنادي مدينة عيسى، وهذه المباراة تخليدا لذكراه.. ابتسم الشاب لقربه من بهاء الحقيقة والمعلومة وقال “أها.. ألحين عرفت”.

أمر مهم الخروج من التقوقع، والترويج لرواد الفكر والثقافة بأي شكل كان، كتنظيم الفعاليات والأنشطة الرياضية التي تزيد رونقا وبهجة بتواجد الشباب الذي من المفترض أن يتعرف على أسماء قد لا يعرفها ولم يسمع عنها، فمع توسع أغراض الحياة ومجالاتها، وتحديات روح العصر، نحتاج إلى وسيلة تمتد فروعها في كل مكان للتعريف بالأدباء والمثقفين الذين اختارهم الله، وبقيت أعمالهم وأسماؤهم شواهد راسخة في الذاكرة تلمع أمام أعيننا مع شمس صباح كل يوم.

فكل الشكر والتقدير لنادي مدينة عيسى الرياضي والثقافي ورئيسه أحمد جاسم العكبري على تنشيط وتوثيق الحراك الثقافي والفني، والحماس الدائم لتنظيم مثل هذه المناسبات، وإدراجه الثقافة بكل فروعها ضمن الأنشطة الجدية للنادي منذ تأسيسه.