+A
A-

إرشادات رمضانية لمرضى السكر لوقايتهم من المضاعفات المحتملة

الركيزة الأساسية لمرضى السكري هي أهمية معرفتهم لطريقة وكيفية التعامل مع توقيت وجرعة الأدوية في شهر رمضان المبارك. فعلى المرضى المسموح لهم طبياً بالصيام، ضرورة تكرار فحص نسبة السكر بالدم عدة مرات خلال فترة الصيام وخصوصاً في الأسبوع الأول، تحديداً ممن لديهم سوابق مرضية في معدل انخفاض السكر بالدم، وذلك لتجنب التعرض لحالة “هبوط السكري”. فلا بد من مراعاة متابعة قراءة النتائج لتكون ضمن المستوى المطلوب.


يذكر أن فحص السكر اليومي لا يبطل الصوم كما يظن بعض المرضى الصائمين والمصابين بالسكري. حيث إن مرضى السكري المعالجون بالحمية والأدوية يمكنهم أن يصوموا إذا كانت نسبة السكر لديهم منتظمة ولا يعانون من أي أمراض أخرى. وعلى الصائمين في حال شعورهم بأي عرض من أعراض هبوط السكر، أو عند قيامهم بفحص نسبة السكر في الدم وكانت نتيجة القراءة منخفضة أن لا يترددوا بتناول عصير لرفع مستوى السكر، وذلك حرصاً على سلامتهم من مضاعفات “نوبة” هبوط السكر بالدم، كما يجب عليهم الإكثار من شرب الماء منذ الإفطار وحتى موعد الإمساك، لأن شرب الماء بكثرة يُعد عاملاً مهماً في حماية الكليتين وتجنب الإصابة بالجفاف.


ومن العادات التقليدية في مجتمعنا الإكثار من تناول العصائر والتمر والحلويات عند الإفطار؛ والتي تكون غنية بالسكريات وتؤثر بشكل قوي على مستوى السكر في الدم مؤدية إلى ارتفاعه بشكل سريع، وهنا يأتي دور الوعي الصحي لدى أسرة مريض السكري من خلال دعمهم لأفراد عائلتهم المصابين بالسكري عن طريق إعداد وجبات غذائية صحية متوازنة لهم خلال شهر رمضان المبارك، إذ يجب ضرورة مراعاة التوازن بين الكميات المتناولة من المأكولات عالية السعرات الحرارية، و الاعتماد على طرق الطبخ الصحية المخففة من الزيوت واستبدال القلي بالشوي، وكذلك تجنب الإكثار من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الملح مثل المكسرات والمخللات.


ومن المهم معرفة أن أعراض هبوط سكر الدم تختلف من شخص لآخر، فقد تكون شديدة لدى البعض وقد تصل إلى حد الإغماء بينما تكون خفيفة جداً عند آخرين. ومن هنا يتحتم على مرضى السكري معرفة الأعراض المصاحبة لهبوط سكر الدم بصورة مبكرة والتعامل معها بسرعة للحد من خطورة هبوط السكر وأخذ العلاج اللازم في الوقت المناسب تفادياً لحدوث المضاعفات الخطيرة كالتشنجات وغيبوبة السكر.

كما يجب على المصابين بمرض السكري ضرورة زيارة طبيبهم المعالج وإخباره بنوبة أو نوبات الهبوط التي حدثت لكشف السبب الرئيسي وراء هذا الهبوط، إذ قد يضطر الطبيب المعالج لتغيير نوعية العلاج أو تغيير جرعات العلاج المستخدم، وذلك لمحاولة منع تكرار حدوث نوبات هبوط سكر الدم لدى المريض في المستقبل.


جميع مرضى السكر معرضون لهبوط مستوى سكر الدم. و قد يكون هذا الهبوط متكرر، ولهذا نحن نستخدم قاعدة 15، وهذه القاعدة تنص على أنه عند نزول السكر (أقل من 70)، فإنه يجب على مريض السكر شرب نصف كوب ( 15 غرام کربوهیدرات) من شيء سائل كالعصير مثلاً، وبعد شربه بـ 15 دقيقة يجب أن يقوم المريض بعمل تحليل سكر للتأكد من ارتفاع سكر الدم ووصوله للمعدل المطلوب وهو أكثر من 100.


ومن أبرز أعراض انخفاض السكر بالدم  أو ما نطلق عليه نقص السكر في الدم هي خفقان القلب والإرهاق وشحوب الجلد والارتجاف والقلق والتعرق والجوع والإحساس بالتنميل حول الفم، كما أن تطور نقص السكر في الدم قد يشمل بعض العلامات والأعراض الأخرى منها الارتباك وعدم القدرة على أداء المهام اليومية والاضطرابات البصرية، وعدم وضوح نطق الكلمات، التي قد تكون غير واضحة ومبهمة، وتعثر الحركة، وقد تنتهي بعض نوبات هبوط السكر بالدم بفقدان الوعي إذا لم يتم الاستجابة ومعالجتها فوراً، لذا من المهم لمن يتعرضون لنوبات انخفاض السكر بالدم الاحتفاظ بقطعة من الحلوى أو علبة عصير أو أقراص السكر الجلوكوز، وذلك تحسباً لحدوث نوبات هبوط السكر، مع تمنياتي للجميع بصيام مقبول وصحة مستدامة.