موضوع المقال ليس جديدا، لكن “التكرار يعلم الشطار”، كلي أمل أن يأتي اليوم الذي نقوم فيه بالاستخدام الأمثل لجميع وسائل التواصل الاجتماعي، فبالله عليكم هل يعقل أن يقوم أحد الأشخاص وبصحبة عائلته بتغطية زيارته لأداء مناسك العمرة منذ مغادرته مطار البحرين مرورًا بكل اللحظات التي قضاها بين مكة والمدينة وبكل تفاصيلها! لا أدري إن كان الهدف التغطية الإعلامية لرحلته السياحية، وكأنه يقوم بدور المرشد السياحي، أم أداء هذه السنة النبوية من باب الالتزام والواعز الديني؟! غريب أمر هؤلاء الناس، وهذا مثال واحد لعشرات بل مئات الأمثلة من التغطيات التي نراها في وسائل التواصل بجميع أنواعها.
في اعتقادي الشخصي بأن الفرد أيا كان لا يستفيد شيئًا من نشر تلك الصور والفيديوهات لتغطية أي حدث أو فعالية كانت، هذه الصور يجب أن تكون ملكًا لصاحبها فقط، ومن الجميل أن نحتفظ بها للذكرى، وأن نشارك أفراد العائلة كما كنا نفعل في عهد الصور الفوتوغرافية، والجميع يتذكر كم كنا نفرح بالاطلاع عليها وتذكر الأيام الجميلة.
قد يرد علي البعض ويقول إن الزمن تغير ولا نريد أن نرجع إلى الوراء، ولهؤلاء أقول إنه لا ضير من ذلك إذا كان ذلك سيحمينا وسيحمي عرضنا وخصوصيتنا وعاداتنا، فما أطالب به هو فقط الاحتفاظ بتلك الذكريات واللحظات الجميلة داخل البلد أو في أسفارنا.. والسؤال الذي يطرح نفسه، ماذا سنجني من نشر تلك الصور والفيديوهات غير الغيرة والحسد من المستلم والتباهي والتفاخر من قبل المرسل فقط.
شخصيًا أستخدم جميع وسائل التواصل الاجتماعي ولكنني لم أسئ قط استخدامها، ولم أقم بتصوير نفسي أو عائلتي أو ما أتناوله من مأكل ومشرب !وعادة ما أكون مهتمًا بنشر صور ومناظر جميلة أثناء السفر ونقل بعض الحكم والأقوال والقصص المفيدة، وكما يعلم الجميع أننا أمة لا تقرأ، ويجب من باب أضعف الإيمان تبادل المواضيع ذات الفائدة بهدف زيادة الوعي ونشر الثقافة والعلم. ومن باب الصدف أنني تلقيت عبر هاتفي وأنا أكتب المقال نسخة من كتاب يحتوي على 270 صفحة، حيث سعدت بذلك الإهداء الذي بلا شك سيزيد معرفتي وثقافتي، وهذا ما أعنيه هنا عندما أتحدث عن الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي. والله من وراء القصد.