يعتقد كثيرون أن التكبر على الناس والانغلاق والتصرفات المصطنعة السبب الرئيس في خلق الشخصية أو الهيبة القوية لكسب احترام الناس! مثل هؤلاء مع الأسف الشديد يعتبرون جهلاء في فن وأصول وعلم الإدارة الحديثة، في المقابل، نجد قياديين في مؤسساتنا يرفع لهم الناس القبعة بفضل تواضعهم وأخلاقهم ومعاملتهم واحترامهم الجميع، الصغير قبل الكبير.
بودي هنا ذكر أحد هؤلاء القياديين، والذي أثبت علو كعبه، وأعتبره مثالاً يحتذى به، إنه علي بن الشيخ عبدالحسين العصفور، محافظ المحافظة الشمالية الذي أثبت أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، بسبب سمو أخلاقه وتواضعه وتواصله مع الأهالي ومتابعة الأمور الحياتية اليومية من خدمات لوجستية وتوظيف وبرامج مجتمعية وبيئية والكثير من المبادرات. آخر تلك الفعاليات تنظيم حملة تنظيف منطقة عالي بمناسبة اليوم الخليجي الأول للمدن الصحية ومشاركته الشخصية والنزول إلى الشارع والمساهمة في هذه الحملة، وهذا الأسلوب المثالي محل تقدير، حيث أثبت سعادته أن هذا الأسلوب رسالة للجميع بأن العمل المجتمعي والتوعوي مسؤولية الجميع، بهدف زرع ثقافة العمل بروح الفريق الواحد وذلك لتحقيق الأهداف المرجوة.
تربطني علاقة قديمة مع سعادة المحافظ، فقد كنت أتواصل معه أثناء عملي السابق، حيث كان آنذاك يشغل منصب مدير إدارة الخدمات في محافظة العاصمة، إلى أن شغل منصب نائب المحافظ، وقد تواصلت العلاقة حتى تعيينه محافظًا للمحافظة الشمالية بمرسوم ملكي عام ٢٠١٢ وتم تجديد تعيينه عام ٢٠١٧، هذا الرجل الفاضل لم يتغير ولم يغيره المنصب الجديد، بل على العكس تمامًا، زاد من تواصله معي ومع الجميع والكل يشهد أنه أنجز الكثير خدمة لأهالي المحافظة.
وأتذكر جيدا موقفا رائعا منه عندما بادر بالاتصال المرئي بي وأنا خارج البحرين ليشاركني تكريم سعادته أحد موظفي المؤسسة التي كنت أعمل بها سابقًا، والذي قام بدور بطولي في إنقاذ عائلة في أحد المنازل نتيجة وقوع حريق، حقًا كانت لفتة رائعة ومقدرة بتكريم هذا البطل. لا أريد أن أطيل عليكم أكثر، فإن خير الكلام ما قل ودل. شخصيًا أعتبر هذه الرواية درسًا وعبرة.