العدد 4897
السبت 12 مارس 2022
banner
دروس في الشجاعة والرقي
السبت 12 مارس 2022

“الاعتراف بالخطأ فضيلة”، قولٌ يدلّ على الشَّجاعة في الاعتراف بالخطأ، والأهمّ، التراجع عن تكراره، وبالتّالي التنبُّه إلى مسألة الوعي في التّعامل مع كلّ الأحداث والقضايا التي يتعرَّض لها المرء في شتّى مناحي حياته، خلق الإنسان بطبعه خطاّءً، ولا يوجد أحدٌ معصومٌ عن الخطأ باستثناء الأنبياء والمرسلين، ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أنه لم يجعل كل الأخطاء في ميزانٍ واحدٍ، وإنما ميّز بين الخطأ المقصود المتعمد وبين الخطأ غير المقصود.
في مجتمعاتنا الشرقية قلما نجد هذه الصفة في أفراد المجتمع، سواء في محيط العائلة أو العمل، فالكبرياء وعزة النفس والكرامة مجموعة عوامل سلبية وخاطئة تجبرنا على عدم التفكير في التنازل أو حتى الاعتذار، وفي اعتقادي الشخصي بأن ذلك يعود في المقام الأول للأسلوب التربوي الذي تربينا عليه منذ الصغر، فنرى على سبيل المثال وليس الحصر أننا لم نركز أو نؤكد على تعليم الأبناء باستخدام وترديد كلمة “آسف” أو “شكرًا”، وأنا بالطبع لا أعمم هنا، ولكن بصراحة تامة تفوتنا أبسط الأبجديات في مناهج التربية، ناهيك عن دور المدرسة السلبي والغائب في تربية النشء على الصفات الحميدة والذوق وغيرها، فوزارات التربية والتعليم في الكثير من الدول يجب أن تغير تسميتها إلى وزارة التعليم فقط!
محليًا وخلال الأسبوع المنصرم تابع الجميع درسًا من دروس الذوق والرقي والشجاعة من قبل عضو مجلس الشورى د. عبدالعزيز ابل الذي وعلى الرغم من تعرضه إلى الكثير من المغالطات والإساءات في شخصه الكريم وحتى تاريخ عمله الوطني المشرف، إلا أنه أبى إلا أن يطلب الإذن خلال اجتماع مجلس الشورى بهدف تقديم الاعتذار لما بدر منه بكلمة لم يكن المقصود منها الإساءة للمواطن، ولكنه فقط أخطا في التعبير، مطالبًا من رئاسة المجلس شطب العبارة من مضبطة الجلسة، فللدكتور أبل كل الشكر والتقدير على هذه اللفتة الكريمة.
أتمنى أن نقتدي بهذه الأمثلة الحية في ممارساتنا اليومية الشخصية والرسمية لتصبح ثقافة راقية تتوارثها الأجيال.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .