نثمن عالياً جهود وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني في تنظيم سوق المزارعين البحرينيين للعام الثامن، وأنا شخصيًا من المتابعين لهذا السوق الذي ينظم عادة في الفترة ما بين ديسمبر ويستمر حتى أبريل، ويأتي اختيار هذا التوقيت من العام نظرًا لأن الجو في المملكتة يكون لطيفا بل رائعًا لإقامة الفعاليات في الهواء الطلق، وسبق أن كتبت مقالا ناشدت فيه الجهات الرسمية ضرورة استغلال حالة الطقس في الفترة ذاتها في تنظيم فعاليات موسيقية وترفيهية في الحدائق العامة والمماشي في المحافظات المختلفة ليتسنى للمواطنين والمقيمين الاستمتاع بتلك الأجواء وبهدف تشجيع ودعم الفرق الموسيقية الشعبية البحرينية.
وعودة إلى موضوع مقالي، فإنني وبكل أمانة أرى أن كل عمل متقن ومنظم يقف وراءه جنود يعملون بلا كلل لإنجازه بالشكل المطلوب، وعادة ما يكون الأمر صعبًا لأية فعالية عند تنظيمها للمرة الأولى، ويتمكن المنظمون من تدارك الأخطاء السابقة وتطوير وتنظيم الفعالية بصورة أفضل وهكذا.
وحرصت على زيارة السوق هذا الموسم كعادتي السنوية، لكنني فوجئت بأن التنظيم لا يرتقي لمستوى الحدث، فالنظافة العامة كانت دون المستوى، ودورات المياه كانت غير نظيفة، والمنطقة المخصصة لركن المطاعم لم تكن منظمة ومحدودة المساحة وقليلة الخيارات، ولم أر ركن الفنانين وركن حيوانات المزرعة وركن الأسر المنتجة والحرف التقليدية وغيرها من هذه المشاركات والأنشطة التي كانت حاضرة في المواسم السابقة.
كنت أتمنى أن أرى جميع من يعمل في الأكشاك من البحرينيين، فهذا السوق فكرته أن يكون بحرينيا خالصا، وهناك الكثير من الأفكار الجميلة التي يمكن للوزارة تطبيقها عند تنظيمها هذا السوق الذي يشهد حضورا لافتًا يؤكد اهتمام المواطنين والمقيمين به، وقد يتعذر البعض بشح الميزانية وهذا عذر غير مقبول، فالمؤسسات الخاصة من شركات وبنوك وغيرها لا تتردد في تقديم يد العون في الكثير من الفعاليات، و”رايتهم بيضا” بصراحة في هذا الجانب، تبقى كيفية ترجمة الفريق المكلف أو اللجنة المنظمة هذه الخطط إلى واقع ملموس.
هذه الفعالية بلا شك تجتذب زوارًا من الدول الشقيقة وهو دليل على السمعة الطيبة التي اكتسبها السوق، إذا يتفق معي الجميع بأن هذه الفعالية تحتاج إلى اهتمام أكثر لتظهر الصورة الراقية لمملكتنا الحبيبة وتحقيق توجه الحكومة الرشيدة في استقطاب المزيد من البرامج والأنشطة المختلفة لتكون رافدًا من روافد الاقتصاد الوطني وجزءا لا يتجزأ في دعم السياحة الداخلية.