تلقيت كغيري خبرًا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عن أن نادي “وست هام” الإنجليزي أعلن أنه سيعاقب مدافعه الدولي كورت زوما بأكبر غرامة مالية، غداة نشر مقطع فيديو يظهر فيه اللاعب وهو يقوم بتعذيب قطة، ما أثار موجة غضب عارمة في إنجلترا، وذكر الخبر أن القوانين تنص على أن الحد الأقصى الذي يمكن لأحد الأندية أن يفرضه على لاعبيه هو حسم راتبه لمدة أسبوعين، ما يصل في حالة زوما إلى ٣٠٠ ألف يورو! هذا اللاعب لم يتردد في الموافقة بالطبع على قيمة الغرامة، مطالبًا بالتبرع بالمبلغ لجمعية حقوق الحيوان.
شركة “أديداس” الراعية للاعب من جهتها قامت بفسخ العقد معه بعد هذه الحادثة، حيث إنها أعلنت في بيان لها أن كورت زوما لم يعد رياضيًا متعاقدًا معهم. لا شك أن الجميع أدان هذا العمل غير المسؤول من قبل هذا اللاعب، وكما يقولون “غلطة الشاطر بألف”، وجاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن رسول الله “ص”، قال: “بينما رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من شدة العطش قال: لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، ثم رقي، فسقى الكلب! فشكر الله له، فغفر له”، قالوا يا رسول الله! وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: “في كل كبد رطبة أجر”.
وتابعت بكل اهتمام تعليقات الجمهور على هذا الخبر، وأقدر وجهة نظرهم، لكن في نفس الوقت أختلف مع طرحهم، حيث ذكر عدد كبير منهم أنه وجب أولا أو من الأولى حماية حقوق الأطفال من شر الحروب التي تسببت في تشريد ليس الأطفال فحسب، بل العائلة كلها.. كما علق البعض على أن هذا الإجراء عنصري وغير ذلك من الاتهامات.. وجهة نظري في هذا الموضوع أن ما قام به هذا اللاعب يستحق العقاب والغرامة تطبيقًا للنظم والقوانين والتشريعات، فالدول المتقدمة لها إرث وباع طويل في هذه القوانين التي تفرضها بهدف المحافظة على حقوق الإنسان والحيوان، ويجب أن نرحب بقرار النادي ليكون درسًا وعبرة، فمتى ما وجدت هذه القوانين التي تحمي حقوق الآخرين فهذا يعتبر شيئا إيجابيًا، كما أنه من الأولى أن نطالب بسن مثل هذه القوانين عندنا، ومجلسا الشورى والنواب لهما دور محوري وأساسي في سن تلك القوانين والتشريعات حيث إن ذلك يعتبر من صميم عملهم. والله من وراء القصد.