من منا لم يتابع مأساة الطفل المغربي ريان الذي سقط في بئر يبلغ عمقها ٣٢ مترا في تلك المدينة المغربية النائية “بشفشاوان”، على مدى خمسة أيام تابع العالم كله وتعاطف الجميع بلا استثناء مع هذه الحادثة المأساوية، حيث استطاع هذا الطفل أن يهز قلوب كل من عنده إنسانية أو رحمة. وبقدر ما كنت فرحا وأنا أرى هذا التعاطف الرائع، وتصدر وسم الطفل مواقع التواصل الاجتماعي، كنت في نفس الوقت متأثرًا جدا وحزينا بل متشائما من إمكانية إنقاذه في ظل تلك الظروف الصعبة! لكنني أبقيت الأمل ودعوت الله أن يفرج هذه المأساة الإنسانية بإنقاذ حياة هذا الطفل البريء.
أكثر ما أعجبني في هذا الحدث هو أن الطفل ريان كان عنوانًا لملحمة إنسانية في زمن التنكر للإنسان! ورغم النهاية الحزينة بل الحزينة جدًا، سيبقى ريان درسًا لنا جميعًا.. هذا الطفل الذي رحل عنا في غمضة عين ترك جرحًا عميقًا في كل من يتحلى بالقيم والإنسانية، وأنا أراهن هنا بأنه لو كان ريان يعتنق ديانة أخرى فإن العالم أجمع أيضا سيشارك في نفس الشعور والتعاطف، فلنتعظ جميعًا ولا نخلط الأمور ونترك الدين جانبًا.
الحكومة المغربية وعلى رأسها جلالة العاهل المغربي أبلوا بلاءً حسنًا وعملوا بلا كلل أو ملل بكل قوة وبجميع الإمكانات لإنقاذ الطفل، لكن إرادة الله تعالى شاءت أن يلبي داعي ربه راضيًا مرضيا.
أود ومن هذا المنبر أن أقترح بأن نقوم بإرسال برقيات تعزية ومواساة إلى عائلة الفقيد وذلك للتخفيف عليهم من هذا المصاب الجلل، فإرسال عبارات التعزية والمواساة لأهل الميت عامل مهم في رفع معنوياتهم، حيث يعتبر الموت الحقيقة المُسلم بها في الحياة الدنيا، وقد نحتاج في مثل هذه المواقف مجموعة من كلمات المشاطرة لأهل الميت، وأول تلك الأدوار والواجبات على الحي تجاه الميت تقديم واجب العزاء والمواساة لأهله، والوقوف بجوارهم ودعمهم والشد من أزرهم بقوة... مجرد اقتراح. “قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ”.