قبل بدء موسم الانتخابات النيابية والبلدية القادمة، نتمنى من الجهات المختصة القيام بحملة توعية واسعة بكل معنى الكلمة، تستهدف بشكل خاص المواطن البسيط الذي من السهل الضحك عليه من قبل المترشحين البارعين في لغة الطبول النحاسية الجوفاء، والمزايدة والبلبلة وعدم الوضوح، فأنا شخصيا استلمت عبر البريد الإلكتروني قبل فترة وجيزة استبيانا من جهة مختصة عن الانتخابات وكيفية اختيار المرشح الأنسب والاحتياجات المستقبلية، وقد أجبت على الاستبيان وأرسلته على الفور، لكننا نتساءل كم عدد المواطنين الذين يتلقون مثل هذه الاستبيانات وهل هناك إحصائية معتمدة؟ الذي أعرفه أن مركز دراسات أجرى استطلاعا للرأي حول الانتخابات النيابية والبلدية في نوفمبر عام 2018 ولا أعلم إذا ما كانت هناك جهة أخرى قامت بالمثل.
إن كذب بعض المترشحين بإقناع الناس بأنهم سيوفرون لهم الحياة الأفضل وسيضعونهم في المراتب العليا في مدنهم الفاضلة، مسألة يفترض أن تنتهي ويجب على المواطن أن لا يقف على أرضية من التخلف والانقياد الأعمى هذه المرة، وإلا سيلدغ من نفس الجحر مرة ثانية وسيواجه النكسات والفشل، وبعدها “بيتحلطم” في وسائل التواصل الاجتماعي عن الهوة العميقة والواسعة بينه وبين نائب دائرته. 
إن الخبرة الحالية التي مر بها المواطن يجب أن تكون دليله وليست مجرد أحلام خيالية وذاتية لا أساس لها من الواقع، كما أن هذا لا يقلل من أهمية حملة التوعية الواسعة التي ستقوده إلى الأمام والارتقاء، فقد تكون العامل الجوهري المحدد الذي سيميز له بين المرشح الصادق والمرشح “الجمبازي” ومن يسعى لخدمته بحق، ومن يسعى للراتب والمنصب والكرسي واستغلال النفوذ لمطامعه.
يجب على المواطن البسيط أن يتعرف على العاطفة المفضوحة، وعلى المرشح المزيف، والمرشح الوطني، وهذا الأمر مرهون بالوصول إليه عبر الاستبيانات والحملات، فبعضهم لا يزال على طبيعته ويمتثل للأوامر والطاعة العمياء لكل من يدخل مسجدا ويخطب في الناس ويقول إنه سيترشح في الدائرة لخدمتكم، ففي بعض الأحيان يقود الاستبيان إلى اختيار واع.